قوله : (ما علمت لكم من إله غيري) . اه أفاده التباني رحمه الله تعالى .
(48) إن زعم غلاة المثبتة ان التأويل تجهم فليرموا إمامهم الذين يدعون
الانتساب إليه أحمد بن حنبل بذلك فقد ثبت عنه التأويل .
===========================================================================
[ 42 ]
السلام ، فقال موسى ؟ أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة ، فقال آدم : يا
موسى اصطفاك اللة عزوجل بكلامه وخط لك التوراة بيده تلومني على أمر قد قدره
اللة علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة) ؟ (49) . والحديث في الصحيحين ، وجاء
بألفاظ ، منها : أنت موسى الذي أعطاك الله علم كل شئ واصطفاك على الناس
برسالته ، ومنها : وأعطاك الألواح فيها بيان كل شئ ، ومنها اصطفاك الله
برسالته واصطفاك لنفسه وأنزل عليك التوراة . فالحديث كما ترى مروى بالمعنى ،
فما السر في اختيار المؤلف لفظ خط لك التوراة ؟ . أيريد أن يثبت لله الخط ؟
وهذا لا يتم له ، لأنه لا يقدر أن يجزم بأن هذا لفظ النبي ص . والإجماع على
أنه لا يجوز وصف الله بالخط فلا يقال فيه خطاط ، ولا كاتب مع أنه قال
(وكتبنا له في الألواح) ثم المقرر عند العلماء أن المسائل العلمية المتعلقة
بالذات أو الصفات ، لا يعمل فيها بأخبار الآحاد ، نبه عليه الأبي في شرح
مسلم (1 / 103) و (6 / 188) . نقد باب أخذ الله صدقة المؤمن بيده وروى حديث
ابن مسعود : أن الصدقة تقع في يد الله عزوجل قبل أن تقع في يد السائل (50)
قرأ عبد الله - وكتب المعلق : هنا كلمة غير واضحة . (49) رواه البخاري في
كتاب القدر انظر الفتح (11 / 505) ومسلم في القدر برقم 13 والامام أحمد (2 /
248) . (50) إذا أخذ الهروي وأمثاله اللفظ على ظاهره فيقتضي ذلك بالضرورة أن
الله حال في هذا العالم وكذا أعضاءه التي تتخيلها الحشوية وإن لم نرها ، وان
صدقة المتصدق تقع فيها ، وهذا حلول واتحاد وتخبط مستشنع والهروي قائل
بالحلول كما رماه ابن تيمية نقله الحافظ السبكي في طبقات الشافعية الكبرى عن
الحافظ الذهبي (4 / 272 بتحقيق الحلو والطناحي) ومن اعتقاده بالحلول
والاتحاد ما نقله عنه شارح الطحاوية (كما في الطبعة الثامنة بتحقيق الألباني
المكتب الاسلامي ص 97) أنه قال شعرا : ما وحد الواحد من واحد إذ كل من وحده
جاحد توحيدمن ينطق عن نعته عارية ابطلها الواحد
===========================================================================
[ 43 ]
وروى عن عائشة مرفوعا مثله . قلت حديث ابن مسعود موقوف عليه ، فلا حجة فيه ،
وحديث عائشة لفظه : عن النبي (ص) قال : (إن الرجل ليتصدق بالصدقة من الكسب
الطيب ولا يقبل الله إلا الطيب فيتلقاها الرحمن تبارك وتعالى بيده فيربيها
كما يربي أحدكم فلوه أو وصيفه - عبده - أو فصيله (51) . واليد هنا كناية عن
القبول بدليل (لا يقبل الله إلا الطيب) وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد تحت
: باب لا يقبل الله إلا الطيب ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة (من تصدق
بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فان الله يقبلها بيمينه ثم
يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل) . وفي صحيح مسلم :
(إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا) . فكيف يثبت لله صفة اليد مع قيام الدليل
على أن المراد بها القبول ؟ ألم أقل أنه ضعيف في العربية ؟ . (52) نقد باب
إثبات الأصابع لله عزوجل وروى عن عائشة رضي الله عنها قالت : دعوة كان رسول
الله يكثر أن يدعو بها : (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) (53) قالت
عائشة : يا رسول الله دعوة أراك تكثر أن تدعو بها ؟ قال : (ما من آدمي إلا
وقلبه بين
===========================================================================
توحيده اياه توحيده ونعت من ينعته لاحد اه وهذا كلام شنيع أشنع من كلام ابن
عربي المتصوف ، ثم تعذر له ابن أبي العز بكلام لا طائل منه تعصبا ، وسكت
الألباني على ذلك تزلفا ، فاعتبروا يا أولي الأبصار . فلو قال هذه الأبيات
صوفي أو أشعري لرفعوا عقيرتهم في إنكاره ولطبعوا مجلدات في التشنيع عليه .
(51) رواه البزار ورجاله ثقات كما قال الحافظ الهيثمي في المجمع (3 / 112)