الإمام عبدالقاهر البغداي في الفرق (332) : واجمعوا على إحالة وصفه بالصورة
والأعضاء . اه ويقول أبو الحسن الأشعري في مقدمة الإبانة التى يتبجح بها
الحشوية : (ليس له صورة تقال ولا حد يضرب به مثال) ومن المخزي جدا أن يكون
لداود الجواربي الرافضي الخبيث الذي كان يزعم أن الله على صورة آدمي اتباع
في هذا الزمان منهم صاحب مقال : (عقيدة أهل الايمان في خلق آدم على صورة
الرحمن) التويجري وكحماد الأنصاري وأمثالهما وقد رد على الأول في هذه
المسألة الألباني في سلسلته الضعيفة حديث (1176) وإمام هؤلاء من الحنابلة
أبي يعلى الذى يقول كما تقدم (الزموني ما شئتم فاني التزمه إلا اللحية
والعورة) اه انظر العواصم للحافظ أبي بكر بن العربي (2 / 283) . عافانا
الله من ذلك . وأما حديث الصحيحين الذي فيه : (فيأتيهم بغير صورته) ثم فيه :
(فيأتيهم بصورته الذي يعرفون) فلا يفيد شيئا لأسباب منها : أننا إذا تتبعنا
الحديث في الصحيحين وغيرهما من كتب السنن والمسانيد وغيرها ، وجدنا أن لفظ
الصورة غير مذكور في
===========================================================================
[ 35 ]
بعضها ، مما يؤكد أن لفظ الصورة من تصرف الرواة ، ثم قوله في الحديث :
(فيأتيهم بغير صورته) وقوله : (فيأتيهم بصورته التي يعرفونها) ظاهره يفيد أن
الله يتشكل بصور مختلفة فتارة يأتي بصورته الحقيقية التي يعرفونها وتارة
بغيرها ، وذلك باطل قطعا والحديث ظني مردود المعنى (مع صحة سنده) بقول الله
تعالى : (ليس كمثله شئ) والحديث من مشكل الصحيحين ، وبلغني أن ابن الجوزي
ذكره في كتابه مشكل الصحيحين وهو كتاب مخطوط . وهذا الحديث بنظري شاذ المعنى
. لا يجوز الأخذ بظاهره . وقد أفضت الكلام عليه في (الأدلة المقومة
لاعوجاجات المجسمة) . ويتحقق مما ذكرناه أن هذه الطائفة التي تثبت الصورة
لله تعالى الآن في هذا الزمان ينطبق عليهم قوله تعالى : (فأما الذين في
قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) كما ينطبق
عليهم قول رسول الله (ص) كما في الفتح (8 / 209) بعد تلاوته لهذه الآية :
(إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم) رواه
البخاري ، قال الحافظ في الفتح (8 / 210) : وقيل المحكم ما عرف المراد منه
إما بالظهور وإما بالتأويل والمتشابه ما استأثر الله بعلمه . . . وذكر
الأستاذ أبو منصور البغدادي أن الأخير هو الصحيح عندنا اه كلام الحافظ
فتأمل . (39) رواه البخاري في الاستيذان ومسلم في البر 115 . وفي رواية
ضعيفة منكرة ورد هذا الحديث بلفظ (لا تقبحوا الوجه ، فان ابن آدم خلق على
صورة الرحمن) أو نحو ذلك ، فزيادة لفظة الرحمن آخر الحديث ، من تصرف الرواة
، وقد ردها ابن خزيمة في كتابه العكر الذي ندم على تصنيفه المسمى بكتاب
(التوحيد) وذكر لها عللا ثلاثا ، انظر تعليق الإمام الكوثري على الأسماء
والصفات ص (291) وله علل أخرى ذكرتها في الأدلة المقومة ، (وصورة الرحمن)
هنا انكرها ابن خزيمة والمازري وأبو ثور والذهبي وكذا الألباني أفيرمي حماد
الأنصاري والتويجري والفقيهي ومن على شاكلتهم هؤلاء بالتجهم والتعطيل ؟ ! أم
أنهم يتغاضون عنهم كما تغاضوا عن الحداد ؟ ! ومعنى حديث : (ان الله خلق آدم
على صورته) يعلم من مناسبة وروده ، قال الحافظ في الفتح (5 / 183) : وقد
أخرج البخاري في الأدب المفرد وأحمد من طريق ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة
مرفوعا : (لا تقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فان الله خلق آدم عل
صورته) وهو ظاهر في عود الضمير على المقول له ذلك ، وكذلك أخرجه ابن أبي
عاصم أيضا من طريق أبي رافع عن أبي هريرة بلفظ : " (إذا قاتل أحدكم فليجتنب
الوجه فان الله خلق آدم على صورة وجهه اه . فالنبي (ص) مر على رجل يضرب
غلامه على وجهه أو يقول له قبح الله وجهك فقال له النبي ذلك . فتأمل . (*) .
===========================================================================
[ 36 ]
ولا تردد في الارحام أطوارا كذريته ، بل خلقه الله رجلا كاملا سويا من أول
ما نفخ فيه الروح ، ثم عقب ذلك بقوله وطوله ستون ذراعا ، فعاد الضمير أيضا