فبعث إليه أن نعم . . . رآه عل كرسي من ذهب يحمله أربعة : ملك في صورة رجل ،
وملك في صورة أسد . . . الخ اه وهو حديث كذب موضوع والعجيب أن محقق الكتاب
أبو هاجر زغلول لم يعلق على الحديث فلا ندري هل سكت عنه مقرا لمؤلفه بالصحة
؟ ! وفي ص (80) من الكتاب يصف الله فيقول : وهو واضع رجليه على الكرسي . اه
فهو يتصور معبوده بأنه مدير شركة جلس على العرش ووضع رجليه على الكرسي .
فتبا لهذه العقول الوثنية . ومن الغريب العجيب أيضا أن ابن القيم يذكر في
كتابه بدائع الفوائد (4 / 39) أن من فضائل النبي (ص) أنه يقعد يوم القيامة
بجنب الله على (*) .
===========================================================================
[ 31 ]
نقد باب اثبات الحد لله عزوجل (33) وروى حديث أبي هريرة : أن النبي (ص) قال
في دعائه (أنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ ، وهو في صحيح
مسلم . ولفظ الحد لم يأت في الكتاب ولا في السنة ، وإثباته إنما يكون بدلالة
الالتزام كما في هذا الحديث ، على بعض معاني الظاهر ، فان له معان كثيرة ،
مذكورة في كتب التفسير واللغة . ونبهنا فيما مر على أنه لا يجوز إثبات صفة
الله تعالى إلا إذا جاءت صريحة في القرآن أو السنة (34) . وذكر السبكي في
ترجمة ابن حبان من طبقات الشافعية عن المؤلف أنه قال : سألت يحيى بن عمار عن
ابن حبان ؟ قلت : رأيته ؟ قال : وكيف لم أره ؟ . ونحن أخرجناه من سجستان ،
كان له علم كثير ، ولم يكن له كبير دين ، قدم علينا فأنكر الحد لله ،
فأخرجناه من سجستان . قال السبكي : انظر ما أجهل هذا الجارح ! ! وليت شعري
من المجروح ؟ مثبت الحد لله أو نافيه ! وقد رأيت للحافظ صلاح الدين خليل بن
كيكلدي (هامش) * العرش ، وهذا هو اعتقاد ابن تيمية شيخ ابن القيم كما هو
ثابت عنه في مواضع كثيرة ، ونستغفر اللة تعالى من كتابة مثل هذا فضلا عن
اعتقادها ولولا أن التحذير واجب لما ذكرتها . (32) ومن المؤسف ان ابن تيمية
ذكر الحديث في منهاج سنته (1 / 260) وذكر أن بعض أهل الحديث قواه وذكر له
شواهد . مع ان الحديث منكر باطل إجماعا ، ولم يسم لنا من هم بعض أهل الحديث
هؤلاء ، فتأمل . (33) لنا رسالة مستقلة في الرد على من قال بقدم العالم
بالنوع وبالحد اسميناها : (التنبيه والرد عل معتقد قدم العالم والحد) وهي
مطبوعة ، فلتراجع . (34) بل أجمع أهل السنة على تنزيه الله عن الحد : قال
الإمام أبو منصور البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق (ص 332 بتحقيق محمد محي
الدين عبد الحميد) ذاكرا الأصول التي اتفق وأجمع عليها أهل السنة والجماعة :
وقالوا بنفي النهاية والحد عن صانع العالم . . . اه والإمام الحافظ الطحاوي
يقول في عقيدته المشهورة : وتعالى الله عن الحدود والغايات اه . (*)
===========================================================================
[ 32 ]
العلائي رحمه الله ، على هذا كلاما جيدا أحببت نقله بعبارته ، قال رحمه الله
ومن خطه نقلت : يا لله العجب ! من أحق بالاخراج والتبديع وقلة الدين ؟ ! اه
. وذكر الذهبي هذه القصة في تذكرة الحفاظ ، وعلق عليها بقوله : كلاهما مخطئ
، إذ لم يأت نص بإثبات الحد ولا بنفيه ، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا
يعنيه اه . قلت : بل النافي مصيب (35) ، لأنه متمسك بالأصل ، والإجماع على
أن الله تعالى لا يوصف إلا بنص قطعي . وروى البيهقي في الأسماء والصفات عن
أفلح بن محمد قال : قلت لعبدالله بن المبارك : يا أبا عبد الرحمن إني أكره
الصفة ، عنى صفة الرب تبارك وتعالى ، فقال له عبد الله : أنا أشد الناس
كراهية لذلك ، لكن إذا نطق الكتاب بشئ جسرنا عليه ، وإذا جاءت الأحاديث
المستفيضة الظاهرة تكلمنا به . قال البيهقي : وإنما أراد والله أعلم الأوصاف
الخبرية ، ثم تكلمهم بها على نحو ما ورد به الخبر لا يجاوزونه اه . لكن
خالف ابن المبارك كلامه هذا وأثبت الحد لله ، وهو خطأ بلا شك (36) . نقد باب
في إثبات الجهات لله عزوجل وروى فيه حديث عبد الله بن عمرو وقال : قال رسول
الله (ص) (إن المقسطين على منابرمن نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين) .
والحديث في صحيح مسلم ، وفيه ما يدل على نفي الجهة عن الله تعالى ، فقوله :