فتح المعين- حسن بن علي السقاف
فتح المعين
حسن بن علي السقاف
===========================================================================
[ 1 ]
فتح المعين بنقد كتاب الأربعين ويليه بيني وبين الشيخ بكر للإمام المحدث عبد
الله بن الصديق الغماري تقديم وتعليق وتحقيق حسن بن علي السقاف مكتبة الإمام
النووي عمان
===========================================================================
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم جميع الحقوق محفوظة الطبعة الأولى 1410 ه = 1990 م
مكتبة الإمام النووي عمان - الأردن - ص . ب 925393
===========================================================================
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم أرشدك الله تعالى أن هناك جماعة من العلماء في
القديم والحديث صنفوا كتبا أطلق كل منهم على كتابه اسم (كتاب الأربعين) ، جع
كل منهم أربعين حديثا أو نحو ذلك فبعضهم جعلها في أصول الدين وبعضهم في
فروعه ، وبعضهم في الجهاد ، وبعضهم في الزهد وبعضهم في الآداب ، وبعضهم في
الخطب ، والإمام النوري رحمه الله تعالى جمع كتابا أيضا كباقي العلماء سماه
(الأربعين) واشتهر هذا الكتاب واعتنى به الناس وانتشر وهذا من صدق مؤلفه
وإخلاصه رحمه الله تعالى ، حتى صار إذا قيل كتاب الأربعين يتبادر إلى ذهن
جميع الناس كتاب الإمام النووي ، وآخر من علمته من العلماء صنف كتابا في
أربعين حديثا شيخنا محدث العصر أبو الفضل عبد الله بن الصديق الغماري ، صنف
كتابا سماه (الأربعين الغمارية) جمع فيه أربعين حديثا في شكر النعم ، وكذا
جمع شقيقه محدث المغرب أبو اليسر عبد العزيز بن الصديق كتابا سماه (الأربعين
العزيزية) ذكر فيه أربعين حديثا في علامات الساعة ، وهذا الكتاب الذي نحن
بصدده هو رد على كتاب (الأربعين) لأبي اسماعيل الهروي الملقب عند المجسمة
بشيخ الإسلام والذي جمع فيه أربعين حديثا زعم أنها في صفات الله تعالى فأثبت
فيها نحو أربعين عضوا لله تعالى كالعين والرجل والقدم والساق والهرولة
والضحك والأصابع . . . الخ فليعلم ذلك طلاب العلم وليتمعنوا في نقده .
===========================================================================
[ 4 ]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عباده الذين
اصطفى ، وبعد : فقد أتحفنا شيخنا الإمام المحدث عبد الله بن الصديق الغماري
متعنا الله تعالى بحياته بكتاب (فتح المعين بنقد كتاب الأربعين) الذي رد فيه
على المجسمة والمشبهة بشكل عام وعلى أبي اسماعيل الهروي بشكل خاص ، فأفاد
قواعد عظيمة في علم التوحيد قل من تنبه لهامن أهل العصر ، ونبه على فوائد
حديثية يحتاج إليها المتخصصون ويبحث عنها الطلاب والعلماء الراغبون وكنت قد
قيدت عليه تعليقات مفيدة ، وتقريرات فريدة ، ولطائف مجيدة ، أخدم فيها كتاب
هذا الإمام ، لما له من حق علي في تعليمه وإرشاده لي على أحسن مرام ، أوضح
فيها كثيرا من الاستدلالات ، وأسرد أوضح الأدلة والقواعد الثابتات ، أسأل
المولى سبحانه وتعالى أن تكون محلاة في جيدها بالتوفيق ، مقبولا ما فيها من
الدليل عند العدو والصديق . ولا شك أن أهل السنة والجماعة (الأشاعرة
والماتريدية) يثبتون لله تعالى الصفات الثابتة له سبحانه ولا ينفون عنه إلا
ما لا يليق بجلاله سبحانه خلافا لما يشيعه عليهم المجسمة والمشبهة ، فأهل
السنة عبارة عن علماء متمكنين في جميع علوم الاجتهاد وآلاته كالتوحيد
والأصول والحديث رواية ودراية والعربية بعلومها من بلاغة وبيان ونحو وصرف ،
فالفرد منهم لا يصف الله تعالى بصفة حتى يستقرئ جميع الأدلة الواردة في هذه
الصفه ثم يزن ذلك بالقواعد الشرعية المستقاة من كليات أدلة الكتاب والسنة ثم
إما يطلق تلك اللفظة صفة على المولى سبحانه وإما يمنع اطلاقها وهكذا ، ولا