ابن القيم انتصر لشيخه في ذلك . - وان ابن تيمية يحتج لهذا القول بكل دليل

يتوهمه ويتكلف في الرد على الادلة المخالفة له تكلفا ظاهرا . وقال : - حتى

بلغ بهما الامر الى تحكيم العقل فيما لا مجال له فيه كما يفعل المعتزلة

تماما . حتى زعم ان تأويل المعتزلة والاشاعرة لايات واحاديث الصفات كاستواء

الله على عرشه ونزوله الى السماء ومجيئه يوم القيامة وغير ذلك من التأويل

ايسر من تأويل ابن القيم النصوص من اجل القول بفناء النار . وقال : فهذا شيخ

الاسلام ابن تيمية زلت به القدم فقال قولا لم يسبق إليه ولا قام الدليل عليه

. وغير ذلك من طعن الالباني وقدحه على الشيخ وتلميذه في مقدمة (رفع الاستار)

. فلذلك كتبت في المسالة دفاعا عنهما وبيانا بان الحق معهما (4) وانا على

بصيرة من ذلك حيث دعوت للمباهلة من اول المسالة .

===========================================================================

(4) اي ان هذا المؤلف يقول بفناء النار ايضا ! ! فما حكم الالباني عليه ! !

(*)

===========================================================================

[ 19 ]

ولو غلط الشيخ وتلميذه في هذه المسالة لم يوجب ذلك ولا بعض ما قاله الالباني

كيف والحق والصواب معهما في ذلك ، وقد تكلما فيه دفاعا عن الاسلام كما تقدم

فرضي الله عنهما وجزاهما خير الجزاء . فانا اهيب بمن تعجل في الانكار ان

يراجع الصواب ويدع الاصرار ] . انتهى كلام خصم الالباني عبد الكريم الحميد

فتأملوا ! ! وهناك خصم آخر لعبد الكريم صالح الحميد يدرس في جامعة ام القرى

بمكة صنف رسالة سماها (كشف الاستار لابطال ادعاء فناء النار) حاول ان ينفي

فيها القول بفناء النار عن ابن تيمية ، مع انه ثابت عنه كالشمس كما قال

الالباني حفظه الله ! ! ومنه يتبين انهم يموجون في العقيدة ويضطربون كاضطراب

الريح ! ! وهم متنازعون في هذه المسالة الاعتقادية ! ! فنقول الان اين الحق

في هذه المسالة العقائدية هل هو عند ابن تيمية وابن القيم القائلين بفناء

النار ام عند الالباني القائل ببقائها ؟ ! ! ولماذا يختلف هؤلاء في اصول

العقيدة فيما بينهم وينعون على

===========================================================================

[ 20 ]

غيرهم الاختلاف والمباينة عنهم في اصول عقيدتهم ؟ ! ! [ تنبيه مهم ] : ينبغي

ان نعلم ان القول بفناء النار هو راي الجهم بن صفوان كما تجد ذلك في (لسان

الميزان) (2 / 334 السطر الرابع من اسفل الطبعة الهندية) في ترجمة ابي مطيع

البلخي ، فالجهم بن صفوان هو سلف من يقول بفناء النار ! !

===========================================================================

[ 21 ]

- 3 - فصل ابن تيمية يثبت استقرار الله على العرش ويجوز استقراره على ظهر

بعوضة والالباني يخالف عقيدة الاستقرار هذه ويعتبرها بدعة اعلم ان ابن تيمية

يقول باستقرار الله - سبحانه وتعالى عما يقول على العرش ، والالباني يخالف

ذلك فيقول بانه لا يجوز اعتقاد الاستقرار واليك ذلك مختصرا : قال ابن تيمية

في (بيان تلبيس الجهمية) (1 / 568) : (ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة

فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم اكبر من السموات والارض ،

فكيف على عرش عظيم اكبر من السموات والارض ، فكيف تنكر ايها النفاج ان عرشه

يقله . . . .) (5) .

===========================================================================

لايستطيع اي انسان عاقل ان ينكر ذلك ، ولا ان يقول ليس هذا كلام ابن تيمية

انما هو نقل ، وذلك لان ابن تيمية مقر مقرر لهذا الكلام لم ينكره بل هو حاض

عليه ! ! فقد ذكر ابن القيم في كتابه (اجتماع الجيوش الاسلامية) ص (88) طبعة

= (*)

===========================================================================

[ 22 ]

5 / 23
ع
En
A+
A-