بمناسبة تخريجي فيه بعض الاحاديث المرفوعة ، والاثار الموقوفة التي احتجا
ببعضها على ما ذهبا إليه من القول بفناء النار ، وبينت هناك وهاءها وضعفها ،
وان لابن القيم قولا آخر ، وهو ان النار لا تفنى ابدا ،
===========================================================================
(3) طبع المكتب الاسلامي الطبعة الاولى 1405 ه . (*)
===========================================================================
[ 15 ]
وان لابن بيمية قاعدة في الرد على من قال بفناء الجنة والنار . وكنت توهمت
يومئذ انه يلتقي فيها مع ابن القيم في قوله الاخر ، فإذا بالمؤلف الصنعاني
يبين بما نقله عن ابن القيم ، ان الرد المشار إليه ، انما يعني الرد على من
قال بفناء الجنة فقط من الجهمية دون من قال بفناء النار ! وانه هو نفسه -
اعني ابن تيمية - يقول : بفنائها ، وليس هذا فقط بل وان اهلها يدخلون بعد
ذلك جنات تجري من تحتها الانهار ! وذلك واضح كل الوضوح في الفصول الثلاثة
التي عقدها ابن القيم لهذه المسالة الخطيرة في كتابه (حادي الارواح الى بلاد
الافراح) (2 / 167 - 228) ، وقد حشد فيها (من خيل الادلة ورجلها ، وكثيرها
وقلها ، ودقها وجلها ، واجري فيها قلمه ، ونشر فيها علمه واتى بكل ما قدر
عليه من قال وقيل ، واستنفر كل قبيل وجيل) كما قال المؤلف رحمه الله ، ولكنه
اضفى بهذا الوصف على ابن تيمية ، وابن القيم اولى به واحرى لاننا من طريقه
عرفنا راي ابن تيمية ، في هذه المسالة ، وبعض اقواله فيها ، واما حشد الادلة
المزعومة وتكثيرها ، فهي من ابن القيم وصياغته ، وان كان ذلك لا ينفي انه
===========================================================================
[ 16 ]
تلقى ذلك كله أو جله من شيخه في بعض مجالسه ] اه . فتأملوا ! ! وقال
الالباني ايضا في مقدمة (رفع الاستار) ص (25) ما نصه : [ فكيف يقول ابن
تيمية : (ولو قدر عذاب لا آخر له لم يكن هناك رحمة البتة) ! فكان الرحمة
عنده لا تتحقق الا بشمولها للكفار المعاندين الطاغين ! اليس هذا من اكبر
الادلة على خطا ابن تيمية وبعده هو ومن تبعه عن الصواب في هذه المسالة
الخطيرة ؟ ! . ] انتهى كلام الالباني . قلت : ومن رجع الى كتاب (حادي
الارواح) لابن القيم ، وما كتبه الالباني في مقدمة (رفع الاستار) يتحقق ان
الالباني مخالف لابن تيمية وابن القيم ومن تبعهما في هذه المسالة العقائدية
التي وصفها بانها خطيرة ، لا سيما وقد صرح بقوله كما تقدم : (اليس هذا من
اكبر الادلة على خطا ابن تيمية وبعده هو ومن تبعه عن الصواب في هذه المسالة
الخطيرة ؟ !) . ومن العجيب الغريب اننا رأينا في هذه الايام كتابا لرجل
معاصر مقلد لابن تيمية وهو يرد فيه على الالباني تعديه بزعمه ! ! على
===========================================================================
[ 17 ]
ابن القيم وابن تيمية سماه (القول المختار لبيان فناء النار) واسم مؤلفه :
عبد الكريم صالح الحميد (طبع مطبعة السفير - الرياض الطبعة الاولى 1412 ه)
ويمكننا ان نجمل ما في الكتاب بنقل خلاصته المهمة وهي من ص (13 - 14) : قال
عبد الكريم صالح الحميد - مقلد ابن تيمية - في رده على الالباني ما نصه : [
فصل : الباعث لكلامنا في هذه المسالة : كنت اسمع من يقول : في كتب ابن القيم
اشياء ما تصلح مثل حادي الارواح وغيره ، والبعض يقول : لعل ذلك قبل اتصاله
بشيخه أو انه دخل عليه من ابن عربي ولا ادري ما المراد ولكني انفي ان يكون
في كتب ابن القيم شئ ما يصلح ! حتى وصلت الى نسخة (رفع الاستار) للصنعاني
وفيها مقدمة الالباني وتعليقه ، فلما قرات المقدمة عرفت السر الذي من اجله
تكلم من تكلم بكتب ابن القيم فقد رايت تهجما عنيفا من الالباني على الشيخ
وتلميذه لاصبر عليه حيث قال : - سقطا بما سقط به اهل البدع والاهواء من
الغلو في التأويل وان
===========================================================================
[ 18 ]