يكون هناك اجماع على (ان الله لم يزل وحده ولا شئ معه غيره) وقد رد كلام ابن

تيمية هذا الامام المحدث العلامة الكوثري رحمه الله تعالى هناك بما يليق به

. رد الالباني لعقيدة ابن تيمية هذه واعلانه رفضها : قال الالباني في

(صحيحته) (1 / 208) عن حديث : (ان اول شئ خلقه الله تعالى القلم ما نصه :

(وفيه رد ايضا على من يقول بحوادث لا اول لها ، وانه ما من مخلوق الا ومسبوق

بمخلوق قبله ، وهكذا الى ما لا بداية له ، بحيث لا يمكن ان يقال : هذا اول

مخلوق ، فالحديث يبطل هذا القول ويعين ان القلم هو اول مخلوق ، فليس قبله

قطعا اي مخلوق ، ولقد اطال ابن تيمية . . . الكلام في رده على الفلاسفة

محاولا اثبات حوادث لا اول لها ، وجاء في اثناء ذلك بما تحار فيه العقول ،

ولا تقبله اكثر القلوب) . ثم قال الالباني بعد ثلاثة اسطر : (فذلك القول منه

غير مقبول ، بل هو مرفوض بهذا الحديث ، وكم

===========================================================================

[ 11 ]

كنا نود ان لا يلج ابن تيمية . . . هذا المولج ، لان الكلام فيه شبيه

بالفلسفة وعلم الكلام . . . .) انتهى . فتأمل ! ! وقال الالباني في (شرحه

المختصر) للعقيدة الطحاوية (طبع المكتب الاسلامي الطبعة الاولى (1398 ه‍ -

1978 م) ص (35) ما نصه : (فاني اقول الان : سواء كان الراجح هذا ام ذلك ،

فالاختلاف المذكور يدل بمفهومه على ان العلماء اتفقوا على ان هناك اول مخلوق

، والقائلون بحوادث لا اول لها مخالفون لهذا الاتفاق ، لانهم يصرحون بان ما

من مخلوق الا وقبله مخلوق ، وهكذا الى ما لا اول له ، كما صرح بذلك ابن

تيمية في بعض كتبه ، فان قالوا العرش اول مخلوق ، كما هو ظاهر كلام الشارح ،

نقضوا قولهم بحوادث لا اول لها . وان لم يقولوا بذلك خالفوا الاتفاق : فتأمل

هذا فانه مهم ، والله الموفق) اه‍ . فالان لم نصغي في تصحيح هذه المسالة

العقائدية التي هي

===========================================================================

[ 12 ]

من اصول الدين لابن تيمية ام للالباني ؟ ! ! ومن الذي اخطا منهما ؟ وهل

ادركتم الخلاف الواقع بينهما في هذه المسالة التوحيدية ؟

===========================================================================

[ 13 ]

- 2 - ابن تيمية يقول (ان النار تفنى) والالباني يخطئه فيها ويقول انها لا

تفنى وهي مسالة عقائدية خطيرة ثبت ان ابن تيمية يقول بفناء النار ويدعي ان

في المسالة نزاعا معروفا عن التابعين ومن بعدهم فيها ، والكل منا يعرف ان

هذه المسالة من مسائل العقيدة ، لانها لا تذكر في باب الوضوء من كتب الفقه

ولا في باب الحيض والنفاس ولا في غير ذلك من الابواب كالاجارة والنكاح

وغيرها ! ! فاذن هي من مسائل اصول الاعتقاد ومع ذلك جرى الخلاف فيها بين ابن

تيمية وتلميذه ابن القيم من جهة وبين الالباني من جهة اخرى . واليك ذلك

باختصار : 1 - قال الالباني في مقدمة كتاب (رفع الاستار لابطال ادلة القائلين

===========================================================================

[ 14 ]

بفناء النار) لمحمد بن اسماعيل الامير الصنعاني (3) ص (7) ما نصه : [ فاخذت

في البطاقات نظرا وتقليبا ، عما قد يكون فيها من الكنوز بحثا وتفتيشا ، حتى

وقعت عيني على رسالة للامام الصنعاني ، تحت اسم (رفع الاستار لابطال ادلة

القائلين بفناء النار) . في مجموع رقم الرسالة فيه (2619) ، فطلبته ، فإذا

فيه عدة رسائل ، هذه الثالثة منها . فدرستها دراسة دقيقة واعية ، لان مؤلفها

الامام الصنعاني رحمه الله تعالى رد فيها على شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه

ابن القيم ميلهما الى القول بفناء النار ، باسلوب علمي رصين دقيق ، (من غير

عصبية مذهبية . ولا متابعة اشعرية ولا معتزلية) كما قال هو نفسه رحمه الله

تعالى في آخرها . وقد كنت تعرضت لرد قولهما هذا منذ اكثر من عشرين سنة

بايجاز في (سلسلة الاحاديث الضعيفة) في المجلد الثاني منه (ص 71 - 75)

3 / 23
ع
En
A+
A-