[ 52 ]

الضر والحاجة) حيث قال ما نصه : (وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول

الله (صلى الله عليه وسلم) الى الله عزوجل مع اعتقاد ان الفاعل هو الله

سبحانه وتعالى . . .) اه‍ وقد نص الشوكاني ايضا على جواز التوسل ورد على ابن

تيمية في كتابه (الدر النضيد في اخلاص كلمة التوحيد) فليرجع إليه من شاء .

واما الالباني فمنع ذلك واعتبره من الضلال في كتابه (التوسل انواعه واحكامه)

كما هو مشهور ومعلوم مع انه قال في مقدمة (شرح الطحاوية) ص (60 الطبعة 8) ان

مسالة التوسل ليست من مسائل العقيدة وهذا خلاف ما يقوله كثير من ادعياء

السلفية . فتأملوا يا ذوي الابصار ! !

===========================================================================

[ 53 ]

- 14 - فصل ابن تيمية يمنع زيارة قبر سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

والذهبي يخالف ذلك في (السير) ويرد عليه ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في

(فتح الباري شرح صحيح البخاري) (3 / 66) عند الكلام على حديث (لا تشد الرحال

. . .) : ان ابن تيمية يقول بتحريم شد الرحل الى زيارة قبر سيدنا رسول الله

(صلى الله عليه وسلم) ! ! وذكر ابن حجر انه انكر ذلك على ابن تيمية وان ذلك

من ابشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية ، واليك نصه بحروفه من الموضع المشار

إليه آنفا : (والحاصل انهم الزموا ابن تيمية بتحريم شد الرحل الى زيارة قبر

سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وانكرنا صورة ذلك ، وفي شرح ذلك من

الطرفين طول ، وهي من ابشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية ! ! ومن جملة ما

استدل به على دفع ما ادعاه غيره من الاجماع

===========================================================================

[ 54 ]

على مشروعية زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ما نقل عن مالك انه كره

ان يقول زرت قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ! ! وقد اجاب عنه المحققون من

اصحابه بانه كره اللفظ ادبا لا اصل الزيارة ، فانها من افضل الاعمال واجل

القربات الموصلة الى ذي الجلال وان مشروعيتها محل اجماع بلا نزاع والله

الهادي الى الصواب) انتهى . وقال الحافظ الذهبي في (سير اعلام النبلاء) 4 /

484) رادا على ابن تيمية ما نصه : [ فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلا مسلما

، مصليا على نبيه ، فيا طوبى له فقد احسن الزيارة واجمل في التذليل والحب ،

وقد اتى بعبادة زائدة على من صلى عليه في ارضه أو في صلاته ، إذ الزائر له

اجر الزيارة واجر الصلاة عليه ، والمصلي عليه في سائر البلاد له اجر الصلاة

فقط . فمن صلى عليه واحدة صلى الله عليه عشرا ، ولكن من زاره - صلوات الله

عليه - واساء ادب الزيارة ، أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع ، فهذا فعل حسنا

وسيئا فيعلم برفق والله غفور رحيم ، فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم ،

والصياح وتقبيل الجدران ، وكثرة

===========================================================================

[ 55 ]

البكاء ، إلا وهو محب لله ولرسوله ، فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة

وأهل النار . فزيارة قبره من أفضل القرب ، وشد الرحال إلى قبور الانبياء

والاولياء ، لئن سلمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه : (لا

تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) فشد الرحال إلى نبينا (صلى الله عليه

وسلم) مستلزم لشد الرحل الى مسجده ، وذلك مشروع بلا نزاع ، إذ لا وصول إلى

حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده ، فليبدأ بتحية المسجد ، ثم بتحية صاحب

المسجد ، رزقنا الله وإياكم ذلك آمين ] انتهى . قال الشيخ شعيب الارناؤوط

معلقا على كلمة الذهبي هذه في (سير أعلام النبلاء) (4 / 485) ما نصه : (قصد

المؤلف رحمه الله بهذا الاستطراد الرد على شيخه ابن تيمية الذي يقول بعدم

جواز شد الرحل لزيارة قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ويرى أن على الحاج أن

ينوي زيارة المسجد النبوي كما هو مبين في محله) انتهى . فتأملوا ! !

===========================================================================

13 / 23
ع
En
A+
A-