قالوا: اللهم لا.

 ثم قال: أفيكم من قتل مرحباً اليهودي وأخاه ياسرا غيري حتى قال النبي: ((يا علي لولا أن طوائفاً من أمتي يقولون فيك ما قالت النصارى في المسيح صلى الله عليه، لقلت فيك قولاً لا تمر بملاء إلاّ أخذوا من تراب قدمك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك([362])))، حتى تكلم قوم من أصحابه في ذلك اليوم، فأنزل الله عز وجل: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ(57)وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ(58)إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ(59)وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ(60)}؟[الزخرف:57ـ60].

 قالوا: اللهم لا.

قال: أفيكم من أمر رسول الله يباهل به غيري، وغير زوجتي وابني، حيث يقول الله لرسوله: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}؟[آل عمران:61].

قالوا: اللهم لا.

قال: أفيكم من ترك بابه في المسجد بأمر الله غيري ؟.

 قالوا: اللهم لا.

قال: أفيكم من أحل له في مسجد رسول الله ما أحل لي غيري؟.

قالوا: اللهم لا.

قال: أفيكم من سمى الله عز وجل في كتابه مؤمناً، وسمى غيري فاسقاً، وهو الوليد بن عقبة بن أبي معيط غيري ؟.

 قالوا: اللهم لا.

 قال: أفيكم من قال جبريل للنبي عليهما السلام عن الله عز وجل: ((لا يؤدي عنك سورة براءة إلا رجل منك وأنت منه)) قال رسول الله: ((يا جبريل من ذلك)) قال: علي بن أبي طالب))، فدفعها إليَّ رسول الله، وأمرني برد أبي بكر([363])؟.

 قالوا: اللهم لا.

 قال: أفيكم من كان معه جبريل غيري ؟.

 قالوا: اللهم لا.

قال: أفيكم من قال له رسول الله: ((هذا أقدمكم سلماً ـ يعني: إسلاماً ـ وأعلمكم علماً، وأقرؤكم لكتاب الله، وأقضاكم لحكم الله)) غيري؟.

قالوا: اللهم لا.

قال: أفيكم من قال رسول الله: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها)) غيري ؟.

 قالوا: اللهم لا.

قال: أفيكم من قال رسول الله: ((علي مع الحق والحق معه([364]))) غيري؟.

قالوا: اللهم لا.

قال: أفيكم من كان إذا قاتل، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله غيري ؟؟

 قالوا: اللهم لا.

قال: أفيكم من قال الله عز وجل للمؤمنين: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة:55] غيري ؟.

 قالوا: اللهم لا.

قال: أفيكم من قال رسول الله، يوم غدير خم عن أمر الله ما قال: ((يا أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم ؟)).

قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: ((اللهم اشهد))، ثم قال: ((اللهم اشهد فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه)) غيري ؟.

 قالوا: اللهم لا.

 قال: أفيكم أحد قال له رسول الله: ((لأعطين الراية غداً رجلاً كراراً غير فرار، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه([365]))) غيري ؟.

 قالوا: اللهم لا.

 قال: أفيكم من قال رسول الله فيه: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما)) غيري ؟.

 قالوا: اللهم لا.

 قال: أفيكم من أغمض رسول الله غيري ؟.

 قالوا: اللهم لا.

قال: أفيكم من كان أقرب عهداً برسول الله مني، حين وضعته في قبره ؟.

 قالوا: اللهم لا.

 قال: أفيكم من كفن رسول الله، وغسله، وحنطه غيري ؟.

 قالوا: اللهم لا.

 ثمَّ قال: أنشدكم الله يا عثمان، وأنت يا طلحة، وأنت يا زبير، ويا عبدالرحمن بن عوف، وإنما كنتم عشرة رجال عند رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم:

أبوبكر وعمر، وأنتم أيها الأربعة، وسلمان وأبوذر، والمقداد بن الأسود، وبريدة بن الحصيب الأسلمي([366])، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر: ((قم يا أبا بكر سلم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب([367]))).

فقال أبو بكر: من الله ومن رسوله ؟.

قال: ((نعم)).

ثم قال لعمر، فقال مثل مقالة أبي بكر من الله ومن رسوله.

قال: ((نعم)).

ثم قال: لك يا عثمان،  فقلت مثل مقالتهما؛ ثم قال لجميعكم، فلم تقولوا مثل ما قالوا، بل سلمتم، ورضيتم.

 قالوا: اللهم نعم؛ قد كان ذلك أجمع، ما قلت كما قلت لا ينكر، ولا يجحد.

ثم قال: الله بيني وبينكم.

فكلما جاءهم بآية أو رواية قال لهم: أليس هذا صحيح عندكم ؟.

فيقولون له كلهم: اللهم نعم.

فلما استقررهم، وأشهدهم على أنفسهم، أشهد الله عليهم، ثم لزم منزله.

18 / 44
ع
En
A+
A-