كتاب المنير
تأليف
أحمد بن موسى الطبري رضي الله عنه
من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
وبعد:
فاستجابة لقول الله سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}[الأنفال:24]ولقوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، [آل عمران:104]ولقوله تعالى:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى:23]، ولقوله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب:33]ولقوله تعالى: {إنما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة:55].
ولقول رسول الله صَلّى الله عَليه وآله وسَلّم :((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض))، ولقوله صَلّى الله عَليه وآله وسَلّم : ((أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى))، ولقوله صَلّى الله عَليه وآله وسَلّم : ((أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء))، ولقوله صَلّى الله عَليه وآله وسَلّم : (( من سرّه أن يحيا حياتي؛ ويموت مماتي؛ ويسكن جنة عدن التي وعدني ربي؛ فليتول علياً وذريته من بعدي؛ وليتولّ وليه؛ وليقتد بأهل بيتي؛ فإنهم عترتي؛ خُلقوا من طينتي؛ ورُزقوا فهمي وعلمي )) الخبر- وقد بيّن صَلّى الله عَليه وآله وسَلّم بأنهم علي؛ وفاطمة؛ والحسن والحسين وذريّتهما عليهم السلام، عندما جلَّلهم صلى اللّه عليه وآله وسلم بكساءٍ وقال: ((اللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً)) - .
استجابةً لذلك كله كان تأسيس مكتبة أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية.
ففي هذه المرحلة الحرجة من التاريخ ؛ التي يتلقى فيها مذهب أهل البيت(ع) مُمثلاً في الزيدية، أنواعَ الهجمات الشرسة من أعدائه الظاهرين ومن أدعيائه المندسين، رأينا المساهمة في نشر مذهب أهل البيت المطهرين صلوات الله عليهم عَبْر نَشْرِ ما خلّفه أئمتهم الأطهار عليهم السلام وشيعتهم الأبرار رضي الله عنهم، على أن نقدمها للقارئ الكريم نقيّة خالصة من الشوائب، لتصل العقيدة الصافية إليه سليمةً خاليةً من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان، وما ذلك إلا لثِقَتِنا وقناعتنا بأن العقائد التي حملها أهل البيت(ع) هي مراد الله تعالى في أرضه، ودينه القويم، وصراطه المستقيم، وهي تُعبِّر عن نفسها عبر موافقتها للفطرة البشرية السليمة، ولما ورد في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
واستجابةً من أهل البيت صلوات الله عليهم لأوامر الله تعالى، وشفقة منهم بأمة جدهم صلى الله عليه وآله وسلم، كان منهم تعميدُ هذه العقائد وترسيخها بدمائهم الزكية الطاهرة على مرور الأزمان، وفي كل مكان، ومن تأمّل التاريخ وجَدهم قد ضحّوا بكل غالٍ ونفيس في سبيل الدفاع عنها وتثبيتها، ثائرين على العقائد الهدَّامة، منادين بالتوحيد والعدالة، توحيد الله عز وجل وتنزيهه سبحانه وتعالى، والإيمان بصدق وعده ووعيده، والرضا بخيرته من خَلْقِه.
ولأن مذهبهم صلوات الله عليهم دينُ الله تعالى وشرعه، ومرادُ رسول الله صَلّى الله عَليه وآله وسَلّم وإرثه، فهو باقٍ إلى أن يرث الله الأرض ومنْ عليها، وما ذلك إلا مصداق قول رسول الله صَلّى الله عَليه وآله وسَلّم: ((إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)).
"واعلم أن الله جل جلاله لم يرتض لعباده كما علمتَ إلا ديناً قويماً، وصراطاً مستقيماً، وسبيلاً واحداً، وطريقاً قاسطاً، وكفى بقوله عز وجل: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153].
وقد علمتَ أن دين الله لا يكون تابعاً للأهواء: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ}[المؤمنون:71]، {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} [يونس:32]، {شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21].
وقد خاطبَ سيد رسله صلَّى الله عليه وآله وسَلَّم بقوله عز وجل: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(112)وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ(113)} [هود:112ـ113]، مع أنه صلَّى الله عليه وآله وسَلَّم ومن معه من أهل بدر، فتدّبر واعتبر إن كنت من ذوي الاعتبار، فإذا أحطت علماً بذلك، وعقلت عن الله وعن رسوله ما ألزمك في تلك المسالك، علمتَ أنه يتحتم عليك عرفانُ الحق واتباعه، وموالاة أهله، والكون معهم، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119]، ومفارقةُ الباطل وأتباعه، ومباينتهم {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:51]، {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا ءَابَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة:22]،{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة:1]، في آيات تتلى، وأخبار تملى، ولن تتمكن من معرفة الحق وأهله إلا بالاعتماد على حجج الله الواضحة، وبراهينه البيّنة اللائحة، التي هدى الخلق بها إلى الحق، غير معرّج على هوى، ولا ملتفت إلى جدال ولا مراء، ولا مبال بمذهب، ولا محام عن منصب، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء:135]"([1]).
وهنا تتشرَّف مكتبة أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية بتقديم مجموعة من كتب أهل البيت المطهرين عليهم السلام وكتب شيعتهم الأبرار رضي الله عنهم، ومنها هذا الكتاب الذي بين يديك.
وأخيراً يتوجه العاملون بمكتبة أهل البيت(ع) والمنتسبون إليها بالشكر والعرفان لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل، وفي مقدّمتهم عالم العصر، شيخ الإسلام وإمام أهل البيت الكرام/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي رضوان الله تعالى وسلامه عليهم، سائلين الله عز وجل أن يجعله من الأعمال الخالصة المقبولة لديه، وأن يثبّتنا على نهج محمد وآله محمد.
والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
إبراهيم بن مجدالدين بن محمد المؤيدي
مكتبة أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية
اليمن
ـــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وبعد:
فإن شرف كل كتاب يكون بشرف موضوعه وما يتكلّم عنه، ولما كان التكلم والاستدلال على العدل والتوحيد، وتفضيل أهل البيت الطاهرين عليهم السلام والدفاع عنهم، والقول بحقيّتهم، وأنهم تراجمة الكتاب، الوارثون فهمه، وأن النجاة في اتباعهم، وسلوك طريقهم، وأن الخيْبة والخسران في مخالفتهم فضلاً عن ظُلمهم، أشرف([2]) الموضوعات، وخصوصاً مع ما نراه من عدول أكثر الناس عن الحق، ومجانبتهم لأهل الصدق، واتباعهم لأهل الزيغ اللذين ينسبون إلى الله ما تقشعّر منه الأبدان، وينزه عنه الواحد الديان، من التجسيم والحلول في الأمكنة، وإثبات الأيدي والأرجل، وسائر الأعضاء لله عز وجل، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، بما يلزم عنه وصف الله عز وجل بغير صفات الإلهية والكمال التي تليق به، ووصفه بصفات النقص والحدوث والاحتياج، وغيرها من صفات الأجسام التي تقتضي تشبيه الله بخلقه، وينسبون إلى الله جميع أفعال العباد من خير وشرّ، بما في ذلك أقبح القبيح، من الشرك بالله، وقَتْل النفس بغير حق، وشرب الخمور، وإتيان الذكور، وغيرها من القبائح التي يبرّؤون منها أنفسهم، ويضيفونها إلى الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً، مكابرين في ذلك لعقولهم، وفطرة الله التي فطر الناس عليها.
ومع مانرى من انحراف أكثر هذه الأمة عن أهل بيت نبيها عليه وعليهم السلام، وظلمهم لهم بشتى الوسائل؛ من أخذ حقّهم، وصدّ الناس عن وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسفك دمائهم عليهم السلام، ودماء شيعتهم رضي الله عنهم، امتثالاً لأوامر المتسلطين من الأمويين والعباسيين من أمثال يزيد وهشام بن عبدالملك والمنصور الدوانيقي وغيرهم من حكّام الدولتين، ومطاردتهم في جميع بلاد الإسلام حتى اضطروا إلى الخروج من بلاد الإسلام إلى بلاد الشرك هرباً من الظالمين، ومَنْ تمكنوا من أخذهم أخذوهم وخلّدوهم في السجون، أو قتلوهم فيها بأبشع وسائل القَتْل، ومن محاولة صرْف الناس عن اتّباعهم، والتنقيص من مكانتهم في أمة جدّهم؛ حتى نُصبت المحاريب في البيت الحرام للمذاهب الأربعة.
وما ذلك إلا محاولة لمحو ذكر أهل البيت عليهم السلام، وليت شعري هل هذا جزاء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على تبليغ الرسالة ؟! أمْ أنه نقيض المطلوب، كان([3]) هذا الكتاب الذي بين يديك حريّ بالإقبال عليه لما احتوى عليه من الإستدلال على العدل والتوحيد، وتنزيه الملك الحميد، ومن الإستدلال على وجوب تقديم أهل البيت عليهم السلام، وقد خَتَمه مؤلفه رضي الله عنه ببيان خطايا الأنبياء صلوات الله عليهم، وأنّها على جهة الخطأ والنسيان، وتنزيههم مما نسبَه إليهم العامة من تعمّد المعصية، استدلّ على ذلك كلّه بأسلوبٍ سهل اقتفى فيه ـ رضي الله عنه ـ أسلوب الإمام الهادي إلى الحق عليه السلام، في إشباع الموضوع، ووضوح الاستدلال، وقوة الحجة؛ ولا غرو فقد نهل من معينه الصافي؛ وصحبه منذ أن قدم من طبرستان إلى أن توفي الهادي عليه السلام، ثم صحب ابنيه المرتضى والناصر إلى أن توفيا عليهما السلام.
نبذة من حياة المؤلف
قال في ترجمته في مطلع البدور: "علامة الشيعة، الفقيه الرباني الراجح؛ أبو الحسين أحمد بن موسى الطبري -رحمه الله- حافظ السنن، الماضي على أقوم سنن، شيخ الإسلام رضي الله عنه، كان له من العناية بإحياء الملة بعد موت ابني الهادي إلى الحق عليهما السلام أضعاف ما كان في حياتهم، وكان أحمد بن موسى من الطبريين القادمين إلى اليمن فقُتِل في سبيل الله منهم من قُتِل، ورجع منهم إلى طبرستان من رَجَع بعد سقوط فرْض الجهاد لفقد سادات الأمة في ذلك العصر من الأئمة عليهم السلام".
وذكر له ترجمةً طويلة ذكر فيها تحلّيه بالخصال الحميدة من قوّة الاصطبار والحلم والسخاء وغيرها من مكارم الأخلاق، وذكر فيها توافره على القيام بواجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ مع قدرة عالية على المناظرة، وسيظهر لك هذا من تصفّحك لهذا الكتاب، فقد أَوْرد فيه عدداً من المناظرات التي جرت بينه وبين بعض العامة.
وقد ذكر أيضاً في مطلع البدور أنه لما أراد الرحيل من اليمن إلى طبرستان بعد موت ابني الهادي عليهما السلام رأى في نومه الهادي إلى الحق عليه السلام قد وقف عليه وقال: "يا أبا الحسين، تَخْرج وتترك التعليم لأصول دين الله في اليمن ؟ اتق الله ودعْ عنك هذا"، فرجع عن رأيه ذلك، وثنى عنان العزْم، ولبث في صنعاء اليمن، وجاور ابن الضحاك، ومكّنه ابن الضحاك من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعاء إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام.
وقال في طبقات الزيدية في ترجمته: "أحمد بن موسى الطبري أبو الحسين، يروي عن محمد بن يحيى عن أبيه الهادي أصول الدين، وعنه علي بن أبي الفوارس اللغوي وإبراهيم اليفرسي، قال مسلم اللحجي: وهو ممن بقي بعد موت الهادي وولديه محمد وأحمد، شيخ الإسلام، وعماد العدل والتوحيد، فإنه كان بعدهما معلّم الخير المشهور، وأقام بصنعاء يدرّس"، انتهى.
هذا ولم أقف له على تاريخ ولادة ولا وفاة محققتين فيما لدي من مراجع، وقد ذكر له بعض المتأخرين تاريخ ولادة تقريبياً ووفاة كذلك فقط.
ـــــــــــ
عملي في هذه النسخة
أولاً:
قابلتها على نسختين: إحداهما نسخة خطية مكتوبة بخط واضح قال في آخرها: تمّ بحمد الله المحمود بكل لسان، والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان، وعلى آله من هم لأهل الأرض أمان.
كان الفراغ من رقم هذا السفر الجليل، ليلة الخميس، المبارك الأنيس، من أيام شهر جمادى الآخرة، من شهور سنة ألف وثلامائة وأربع وخمسين (1354هـ)بعناية الوالد العلامة الحلاحل، قلادة جيد الدهر العاطل، وزينة الأواخر والأوائل، شحاك الناصبين، ورأس الشيعة المحقّين، ودرّة تاجهم الثمين، الشيعي حقاً، والزيدي صدقاً، من هو محب لآل محمد وموالٍ، القاضي صالح بن عبدالله الحمالي، جعله الله غرة في الزمن، وناشراً للعلوم الحاوية لكل فنّ، وأطال بعمره.
ولا زالت الأيام عليه بطول عمره متوالية، وأنعُمُ الله عليه متراكمة، في صحة وسلامة وعافية، وبلّغه ما قصد، وحشره في زمرة علي ومحمد، بخط أحقر الورى، وأذلّ من مشى في الثرى، الراجي عفو الملك المتعالي، علي بن صالح بن عبدالله الحمالي، غفر الله له ولوالديه آمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطاهرين، انتهى.
وقد رمزت لها بــ(أ) وهي من مكتبة السيد العلامة/ يحيى بن محمد راويه الذماري رحمه الله تعالى.
* والنسخة الثانية نسخة مصوّرة على نسخة مكتوبة بخط جميل وواضح قال في آخرها تمّ الكتاب والحمد لله ربّ الأرباب مسبب الأسباب؛ ضحى يوم الجمعة المباركة ثالث عشر من شهر الحجة الحرام سنة ألف وأربع وثمانين (1084) من هجرته صلى الله عليه وآله وسلم وصلى الله على سيد الأولين والآخرين محمد خاتم النبيين، وعلى وصيه وابن عمّه أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، علي بن أبي طالب وآله الطاهرين وسلم.
اللهم إنا نعوذ بك من قَسْوة القلوب، والإصرار على كبائر الذنوب، ونستغفرك من كل ذنب وخطيّة، قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً، انتهى.
وقد رمزت لها بـ(ب).
ـــــــــــــ