وسألت: عن قول الله تعالى: فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشآؤن إلا أن يشاء الله فقال: ولذلك ما يشاء الاستقامة إلا وقد شأها الله قبله ورضيها فيما نزل تبارك وتعالى وقواه عليها ودله جل جلاله إليها.
وسألت: هل يصح الحديث الذي جاء أن النبي صلى الله عليه قال: الأئمة من قريش فقال: الأئمة كذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله في الإسلام منهم، وهو صلى الله عليه وولده وذريته فمن قريش لا من غيرهم.
(1/47)
________________________________________
وسألت: عن قوله سبحانه: قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون، من هؤلاء فقال: هم هوازن وهم أشد الناس بأسا، وقد قالوا: فارس والروم، وقالوا: بني حنيفة.
وسألت: ما تفسير الحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وآله: ؛صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب المرجئة والقدرية«، فقال المرجئة: الذين يقولون: الإيمان قول بلا عمل وغير ذلك من الأقاويل المختلفة لهم ما قد عرفت القدرية فهم المجبرة.
وسألت: عن قوله سبحانه: يآ أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فقال: أولوا الأمر أمراء السرايا وعلماء القبائل وحلما العشائر والحكما الذين يأمرون بالمعروف والهدى وينهون عن الرد إنما أمروا بما أمر به رب العالمين وأبرار آل الرسول صلى الله عليه وعلماؤهم وهم ولاة الأمر منهم لما فضلهم الله به على غيرهم من قرابة رسول الله ومشاركتهم لأهل البر فيه فلهم من القرابة ما ليس لغيرهم هم شركاء الأبرار في برهم.
وسألت: هل ذهب من القرآن شيء، وما يروى في المعوذتين فقال: المعوذتان من القرآن، وقال: وكيف يذهب من القرآن شيء، وقد قال الله: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون، وقال: قرآن مجيد في لوح محفوظ.
وسألت: عن أي سورة نزلت أول ما نزل من القرآن وما نزل بمكة وما نزل بالمدينة وما أخر ما نزل من القرآن فقال: يقولون أول ما نزل إقرأ باسم ربك وآخر ما نزل إذا جاء نصر الله، وقد قيل: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله آخر آية.
وسألت: عن معنا قول رسول الله صلى الله عليه لعلي: ؛أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي« فقال: يقول أنت تكفيني ما كان كفا موسى في قومه عند مخرجه عنه، وكذلك أنت فيما خلفتك عليه بعد مخرجي من أمتي ودار هجرتي وإنما قال: هذا في مخرجه إلى تبوك.
(1/48)
________________________________________
وسألت: عن قول النبي صلى الله عليه: ؛من كنت مولاه فعلي مولاه ومن كنت وليه فعلي وليه فقال: تأويله من كنت ناصره فعلي ناصره، وذلك أن المولى في لسان العرب هو النصير.
وسألت: عن قول الله عزوجل: لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فقال: لقدر رضي الله عن المؤمنين فكل مؤمن زكي بايعه مصطفى عند الله رضي بايعه تحت الشجرة فقد رضي الله عنه كما قال: لا شريك له.
وسألت: عن قوله سبحانه: اليوم أكملت لكم دينكم فقال: إكمال الله لدينهم فإسلامهم ما فصل الله لهم في كتابه من حلالهم وحرامهم، وذلك بعد إكمال الله لا شرك له في تحريمه وتحليله، وقد قيل: إن هذه الآية نزلت في حجة الوداع والحج آخر ما نزلت فريضته.
وسألت: ما الذي ادعت فاطمة رضي الله عنها في فدك أن رسول الله صلى الله عليه وهبه لها في حياته وشهد لها علي وأم أيمن وما ادعى أبو بكر فقال: أدعت فاطمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وهب فدكا لها في حياته وشهد لها به مؤمنان علي وأم أيمن.
وسألته: عن معنى خصومة علي والعباس إلى أبي بكر، ثم إلى عمر فيما قد روي عنهما فقال: ليس هذا بشيء، ولا يصح ولا يلتفت إليه قد كان النبي صلى الله عليه دفع إلى علي بغلته وفرسه ورمحه ودرعه وعمامته.
وسألته: هل كان أبو بكر وعمر في بعث أسامة بن زيد وكيف هذا، فقال: قد كانا جميعا في جيشه وبعثه، وسألته: كيف كان يأتي الوحي إلى النبي صلى الله عليه فقال: كان إذا نظر إلى جبريل في أول نظرة يصيبه ما يصيبه فأما الوحي من القرآن فإنما يقرءه عليه فيأخذه من فيه لأن الله يقول: سنقرئك فلا تنسى، وقال: إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا أي كريما شريفا.
(1/49)
________________________________________
وسألته: ما ترى في شهادة أهل الخلاف وذبائحهم من المرجئة والمشبهة والفساق وشربة الخمور وفي أسواق العامة فقال: أما ذبائح أهل الملة كلهم فتوكل إلا من كان لا ينفي عن الله التشبيه فإني لا أحب أن نوكل ذبيحته وشهاداتهم إذا كانوا أهل ورع وأمانة وإن كانوا أهل الخلاف فيجوز إلا أنه قد ذكر أن الخطابية هم صنف من الروافض يتقارضون الشهادة فيما بينهم فإن كانوا كما يذكر عنهم فلا تجوز شهادتهم ولا نِعْمَةَ عَيْن.
وسألته: أين موضع الجنة والنار يوم القيامة فقال: خلقت الجنة والنار وهما في غير سمآء ولا أرض ولو لم يحلقا لم يكن يقال: أخره أنها قد خلت مع الدنيا وسألته: هل يصح ما روي عن النبي صلى الله عليه أن في ثقيف كذاب، ومتهم وهل يصح ما قيل في المختار أنه تنبأ، وقال: ليس يصح في المختار ما يقولون، وقد كانت له أفعال وأيادي محمودة وقد دعا له جميع آل محمد الرجال والنساء حين بعث إليهم برأس عبيد الله بن زياد لعنه الله.
وسألته: عن قول الله سبحانه فاسألوا أهل الذكر، ومنهم فقال: أهل العلم والفقه، وقال: وأهل الذكر من نزل عليه كتبه من بني إسرائيل.
وسألته: ما معنا ما قالوا في اللوح والقلم، فقال: واللوح المحفوظ فهو علم الله الذي قد أحاط بجميع ما كان وما يكون ليس هنالك لوح ولا قلم.
وسألته: هل يخرج من دخل النار بعد مدخله فيها، فقال: لا يخرج منها من دخلها ولا يدخلها من المؤمنين الأبرار أحد والله محمود لأن الله ذكر أن من دخلها خالد فيها، ولم يذكر خروج أحد.
(1/50)
________________________________________
وسألته: هل أوصى النبي صلى الله عليه إلى أمير المؤمنين في الخلافة وهل أكرهه القوم على م فقال: قد أخبر النبي صلى الله عليه بما يكون في أمته من بعده في بيتهم كتاب الجفر من الملوك إلى نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه، وبما يكون في أمته من الاختلاف، ووصف كتاب الجفر وذكر أنه يقطع وذهب، وقد كان صار إلى هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية ونسخته عند آل محمد يتوارثونه، وأما أمر القوم فقد عرفته وما كان من تخليطهم، والله المستعان.
وسألته: عن قول الله سبحانه: وفي الأرض قطع متجاورات فقال: قطعة مالحة وقطعة لينه وقطعة أعدي وقطعة لسقي وقطعة حمال، وقطعة عمران وقطعة خراب بعضها إلى جنب بعض متجاورات ثم وصف موضع كفه في الأرض ثم دفعها ووضع أيضا إلى جنب الموضع الذي كان وضعه أولاً.
وسألته: عن عيسى عليه السلام، وقد تعلم أرشدك الله أنه قد مات من قبل عيسى كثير ممن كذبه ومات بعده كثير فكيف يؤمن به ولم يحضر رجعته صلى الله عليه ومن لم يدرك دهره وحديثه رجعته فما قد جاءت به الأخبار من أنه صلى الله عليه يرجع إلى الدنيا نازلا من السماء فيحتج الله سبحانه على خلقه بما أبلغهم أولا ولرسوله محمد من الحق.
(1/51)
________________________________________
ويحتج لمحمد صلى الله عليه بما أبلغ قومه فيه من الإيمان بما جآء به محمد صلى الله عليه من آيات الله وكتابه ويأمرهم باتباع محمد صلى الله عليه ويبين لهم ما حرفوا من كتب الله في محمد صلى الله عليه والسلطان سلطان آل محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم، وقالت المعتزلة: إنه لا يرجع إلى الدنيا وأنه توفاه الله وتأولوا فيه قول الله لا شريك له فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، وقوله: إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وقال: من خالفهم تأويل إني متوفيك تسليمه له غير مجروح ولا مكلوم ولا مصلوب، كما قال الذين لا يؤمنون أنه صلب وقتل كذبهم الله تبارك وتعالى، فقال: وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم، وأي القولين قيل.
واحتج به محتج فليس فيه بحمد الله زيغان ولا حرج ولا يستنكر من الله تبارك وتعالى أي ذلك ما كان لأن الله تبارك وتعالى ذو الحكمة والبيان.
وسألته: عن قول الله: لا شريك له الرحمن على العرش استوى فقال: هو ملك وعلا، وكذلك تقول العرب: فيمن ملك بلدا وغلب ملكه فيه أنه قد استوى عليه إذ ملك وغلب فيه، وليس يتوهم ما ذكر الله من ذلك استوى مقعد ولا مشابهةَ في القعود بين الله وبين أحد، وكذلك ثم استوى إلى السماء فهو علوه عليها ونفاذ أمره وخلقه وصنعه فيها.
وسألته: عن قول الله سبحانه: وكان عرشه على الماء وسع كرسيه السموات والأرض فقال: العرش رحمك الله والكرسي فإنهما ملك الله وسلطانه كمال العرش والكرسي مقعد كل ملك ومكانه وليس يتوهم من آمن بالله أن ما ذكر الله سبحانه من كرسيه وعرشه ككراسي خلقه وعروشهم التي كانت تكون مقاعد لهم في ملكهم وكان عرشه على الماء، وكان ملك الله على الماء إذ ليس إلا الماء كما ملكه اليوم على الأرض والسماء وعلى جميع ما فيهما من الأشياء.
وتأويل كرسيه إنما هو وسع ملكه السموات والأرض ووسعه لهما إحاطته بهما، وقدرته عليهما وعلى كل ما فيهما.
(1/52)
________________________________________
وسألته: عن قول الله سبحانه: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب فقال: ليس يتوهم عاقل أن احتجاب الله بإرخاء ستر ولا بإغلاق، ولكنه كما قال سبحانه: لعجز الأبصار عن دركه بالرؤية والعيان إذ يقول سبحانه: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وهذا فهو أحجب الحجب وما لا يكون إلا الله تبارك وتعالى.
وسألته: عن قول الله سبحانه: يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم هل كان ذلك من الله للنار كلاما ? فقال: هو مثل قول الله سبحانه: إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون يخبر سبحانه أنه لا يمتنع عليه إذا أمر أو لاكونا، وكذلك قوله: يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم، إنما هو ما صيره الله فيها من النجاة والتسليم، كما قال سبحانه: وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار.
وسألت: عن قول الله سبحانه للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فآؤا فإن الله غفور رحيم، وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم، فقال المولي الحالف بالله أو ببعض الأيمان ألا يقرب أهله فانظره الله أربعة أشهر، وأجله فإن فاءوا لفي أن يرجع إلى مداناة أهله كان ذلك له، وكان الله غفورا رحيما، فيما أخطأ به على نفسه من اليمين وإن مضا لحاجته لم يكن له إضرار لزوجته فإن عزم على فراقها فإن الله سبحانه كما قال سبحانه سميع عليم، ولم يذكر الله في الإيلاء كفارة ولكنه قال: فإن فاؤا فإن الله غفور رحيم.
وسألته: عن قول الله سبحانه وجل عن كل شأن شأنه وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا، فقال: خشوعها سكونها، وأما الهمس فهو حين الإقدام الذي ليس معه صوت ولا كلام لما يدخل قلوبهم من الرعب والخوف والفزع، ولما عاينوا عند ظهور آيات الله في القيامة من الأمر الهائل المستفظع.
(1/53)
________________________________________
وسألته: عن قول الله سبحانه: ومن دونهما جنتان هاتان أخر وإن بعد الجنتين المذكورتين وهذه الجنان كلها فهي في الجنة غير أنها مواضع نعيم مرتبة والجنة تجمع هذه الجنان كلها.
وسألته: عن قول الله سبحانه: والذين يرمون المحصنات فقال: يرمون يقذفون المحصنات بأن ينسبوا إليهن الفاحشة التي لا تكون منهن فأخبر الله سبحانه أن من قال فيهن رميا لهن وكذبا عليهن ثم لم يأت بشهود أربعة وجب عليه الحد ثمانين جلدة وسقطت منه العدالة، ولم تجز له شهادة إلا أن يحدث له توبة.
وسألته: عن قول الله لا شريك له، وأحسن نديا، فقال: الندي المجلس وكذلك الندى والنادي ولذلك قال الله في لوط صلى الله عليه حين قال لقومه: وتأتون في ناديكم المنكر يعني بالنادي المجلس.
وسألته: أو تسمع لهم ركزا فقال الركز: هو الحس.
وسألته: عن قول الله: ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون فقال: في هذا ونحوه الاختبار والخير والشر والخير ما يكون من الله ليس من أفعال العباد الخير من ذلك الخصب وكثرة الأمطار وصحة الزمان ورخص الأسعار وقلة الأمراض وطول الأعمار وكثرة الأولاد وسعة الرزق، وزيادة الثمار، والشر أفعال آخر كالخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات فطوبا للصابرين كما قال الله سبحانه: وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون ) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.