وسألته: عن قول نوح صلى الله عليه: ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم فإنما أخبر صلى الله عليه عن نفاذ قدرة الله فيهم ولم يخبر أنه يريد ولا أنه لإغوائهم مريد، وإنما قال: إن كان ولم يقل أن قد كان فقد أوضح وأبان لكل من يعقل اللسان أنه إنما أراد بقوله صلى الله عليه الخبر عما لله من الاقتدار لا ما يذهب إليه من لم يهتد للرشد من أهل الإجبار فأخبر أنه غير نافع لهم نصحه وإن أراد نصيحتهم إن كان الله يريد هلكتهم فصدق صلي الله عليه لأنه إن أراد شيئا، وإن أراد الله أن يفعل سواه ليكونن ما أراد الله صنعا وخلقا وشاء ولا يكون من ذلك، وفيه ما أراد نوح صلى الله عليه وكيف يريد الله إضلالهم وإغواهم وهو يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاما إلى هداهم ما يزعم هذا أو يقول به إلا من جهل أمر ربه في الرأفة والرحمة والعلم والحكمة.

(1/30)

________________________________________

وكيف تدعوا رسله العباد إلى خلاف ما شاؤ أراد الله أحكم أمر ا، وأجل قدرا من أن يكون في ذلك كما قال: من خاب وافترى، وكذلك ما قال شعيب صلوات الله عليه، وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله فقال إلا أن يشاء ولم يقل أن قد شاء، بل وكد بقوله فيه، ومعناه أن لن يريده الله أبدا، ولن يشاء ولكنه أخبر عن قدرته على كل ما شاء في بريته، ومثل هذا من التنزيل سوى قوله سبحانه: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ولن يشاء أن يغفر لمن وعده من أهل الكبائر بالنار، ولما فيه من إخلاف الوعد وإكذاب الأخبار التي منها، ومن يخلف الله وعده، وذلك يوم الوعيد.

ومنها قوله: ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد، وقوله جل ثناؤه لرسوله صلى الله عليه وعلى آله في منزل الكتاب اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب، ومثل ذلك قول عيسى صلوات الله عليه: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم، وقول إبراهيم صلى الله عليه: فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم، وكل ذلك منهم فإنما هو خبر عما لله من القدرة على ما يشاء من العذاب والمغفرة.

وسألته: عن قول الله سبحانه: فلما أتاهما صالحا جعلا له شركا فيما أتاهما، فهو ما وهب لهما من ولدهما وأعطاهما جعلا فيما أحسب بين الله وبينهما فعبدا لله ولحرث الحرث، وقد يذكر في التوراة أنهما سمياه عبد الحرث، وقالوا: إن الحارث هو إبليس فيما أحسب وهم وهمته اليهود في التفسير، فقالت فيه بالتلبيس، وأدخلوا مكان ما جعلاه له من الحرث عبد الحارث فجعلوه عبدا لما جعلاه ولم يفرقوا فيه بين الحرث والحارث.

(1/31)

________________________________________

ألا ترى كيف يقول سبحانه: فلما أتاهما صالحا يعني ولدا ذكرا جعلا له شركا منه فيما أتاهما يريد تبارك وتعالى نصيبا فيما أعطاهما من صالح الولد فجعلاه بينهما وبين التعبد. ألا ترى لقوله سبحانه فيه إذا يسلماه كله إليه، فتعالى الله عما يشركون، يقول فتعالى الله أن يكون هو وهم في شيء من الأشياء مشتركون. كما قال في أهل الجاهلية: وجعلوا لله مما ذرا من الحرث والأنعام نصيبا يعني شريكا، فقالوا: هذا لله بزعمهم، وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله، وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون.

وكذلك قال تبارك وتعالى: ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا يعني شركا مما رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون، وليس يتوهم الشرك عليهما بالله إلا من لا علم له فيهما بأمر الله.

وسألته: عن وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم، وذكرت ما قالت به العامة في ذلك من قولهم: وليس ما قالوا به فيه بشيء مما يلتفت إليه لأنهم قالوا: أخذ من ظهر آدم، وقالوا من بني آدم وآدم غير بنيه وظهره غير ظهورهم، وذريته غير ذراريهم، والذراري تكون صغارا وكبارا وأطفالا ورجالا وكل أهل الجاهلية من رجال العرب الذين كانوا يشركون قد أخذوا، ومعنى أخذوا أخرجوا ذرية من ظهور آبائهم من بني آدم لا يشكون وكلهم كانوا شهدو يقر بأن الله ربه، وإن ما يرى من السموات والأرض خلقه فاستشهدهم الله على ربوبيته بما يشهدون، ويما كانوا يقرون به كلهم فلا ينكرون، وفي ذلك يقول سبحانه: ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنا يؤفكون، ولم يقل: سبحانه إنه استشهد على ربوبيته أحدا من الأطفال ولا يكون الاستشهاد والشهادة إلا للرجال، والله أعلم ما يكون وغيره وما كان، ونسأل الله أن يفهمنا ويفهمك عنه البيان.

(1/32)

________________________________________

وسألته: عن وإذ يريكموهم إذا التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا، فتأويل ليقضي ليتم أمره فيهم، وفيكم ونصره لكم عليهم، والتقليل من الله في أعينهم للمؤمنين فإنه تبيينه من الله للمستبينين والتقليل فقد يكون أنواعا إن كان لأنواعه كله جماعا ليس ينكرها ممن أنكر منكر لأن الله على كلها لا شريك له مقتدر.

وسألته: عن إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون فهم رحمك الله أهل الكفر بالله الذين لا يؤمنون والذين علم الله لو أسمعهم بزيادة في التبيين لما كانوا يسمعون يريد تبارك وتعالى لما كانوا يطيعون وفيهم ما يقول الله سبحانه: إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون، وفي أن السمع هو الطاعة ما يقول سبحانه: ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وأبصر لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا.

وسألته: عن قول اليهود عزير بن الله، فقد يمكن أن يكون عنا بذلك ما ضيهم وأن يكون أيضا اليوم من يقول من باقيهم، وليس كلهم لقيت وإنما لقيت منهم من شاهدت ورأيت.

وسألته: عن وما كان استغفار إبراهيم لأبيه فيما ذكر عنه رب العالمين، واغفر لأبي إنه كان من الضالين، فلما تبين أنه من أصحاب النار بالإصرار تبرأ منه وما كان عليه من الإستغفار.

وسألته: عن وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون يقول سبحانه ليتركهم ضلالا بعد تبيينه لهم لما بين حتى يبين لهم كل ما يحذرون.

(1/33)

________________________________________

وسألته: عن قوله: ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها، فقد يكون أن يكشف عنها عماها ويريها من آياته ودلائله عيانا ما يحدث لها معرفة وإيقانا لا يكون معه لها أجر، ولا يجب به لها ذخر ويكون منها درك اضطرار لإدرك نظر، ولا فكرة ولا اعتبار، وفي ذلك وبه الجزاء والثواب وعلى ترك ذلك وفي إغفاله ما يجب العقاب، وهو وإن كان كذلك فعلى ما وصفنا من ذلك فهدى وبصيرة وغير حيرة ولا ضلال، وفيه: إذا كان ما أخرج أهله من الجهل بالهدى، ومن الضلال وهذا رحمك الله فوجه من الهدى لا ينكره ولا يجهله من أبصر واهتدى وما كان لهذه الآية مشابها ونظير ا، فكفى بهذا الجواب فيه حجة وبرهانا منيرا.

وسألته: عن يونس صلى الله عليه وقول الله سبحانه فيه: وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه إعلم رحمك الله أن قوله: فظن أنه ليس يخبر عن يونس بظن ظنه لأنه لو كان كذلك منه لزال إسم الإيمان عنه ولا يزول إسم الإيمان في حال عن من خصه الله بالإرسال، وفي ذلك لو كان يجهل للمرسل فيمن يصطفي ويختص من الرسل، ولكن فظن قولا من الله في يونس قاله يبين للسامعين زلة يونس وإغفاله يقول سبحانه: فظن يونس أن لن نقدر عليه في أباقته من الفلك إلى من أبق إليه فهو ليس يظن، ولكنه مقر موقن بقدرتنا عليه ونفاذ أمرنا فلما أبق إلى الفلك فأتا هاربا، وذهب مع نفسه بقدرتنا عليه مغاضبا إلا لإغفاله وزلته التي نجاه الله منها بتوبته فهذا وجه فظن أن لن نقدر عليه الذي لا يجوز غيره من الوجوه، وهو كلام صحيح لا تنكره فيه العقول.

(1/34)

________________________________________

وسألته: عن فأوجس في نفسه خيفة موسى فلم يوجس صلى الله عليه أن يغلب أو يقهر ولكنه أوجس ألا يبصر من حضره والسحرة من الناس حقيقة الحق ما أبصر فيظنون أن ما جاء به من الحق كسحر السحرة وأن موسى صلى الله عليه من الكفرة، وقد كان خاف قولا منهم واعتسافا فقالوا: إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما، وقالوا فيه: ماذا تأمرون. وقال موسى صلى الله عليه فيما قالوا به من ذلك أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون.

وسألته: عن قوله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى القاء الشيطان في أمنيته، فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم، فتأويل تمنا هو قرأ وإلقاء الشيطان في أمنيته تأويله ألقا الشيطان في قراءته وقراءته عليه السلام فهو ما ألقا من القرآن إلى أمته وإلقاء الشيطان فيما كانوا يقرؤن من القرآن وآياته هو القا من الشيطان في أمنيته وقراءته والإلقاء في القراءة من الشيطان ليس القاء في قلب الرسول، ولا فيما جعل الله من اللسان، ولكنه إلقاء من الشيطان في القراءة بزيادة منه في القراءة أو نقصان وقد رأينا في دهرنا هذا بين من يقرأ آيات القرآن اختلافا كبيرا في الزيادة والنقصان فما كان من ذلك صدقا وحقا فمن القرآن وما كان منه كذبا وباطلا فهو من الشيطان في أيدي الروافض من ذلك والغلاة ما قد سمعت وسمعنا والله المستعان من القرأة.

فأما تلك الغرانيق العلا، وأن شفاعتهن ترتجا، فقد فهمنا منه ما ذكرت وسمعنا منه بعض ما سمعت وهو كلام معورّ فاسد لا يتكلم بمثله حكيم، ولا ماجد كريم لا يشتبه بفساده في تأليفه وقبحه في نفسه وضعفه أن يكون من بليغ من بلغا العرب فكيف من الرسول أو الرب الذي لا تدركه بتحديد العقول، ولا يشبه قوله في الحكمة قول.

(1/35)

________________________________________

وسألته: عن قول إبراهيم صلى الله عليه، والله خلقكم وما تعملون فالله خلقكم وحجارة الأصنام التي كانوا يعبدون، وكما قال صلى الله عليه تعبدون ما تنحتون وسوأ قوله وما تنحتون، وقوله: وما تعملون.

وسألته: عن فردوا أيديهم في أفواههم فهو عضهم على الأيدي بأسنانهم وهو شيء يفعله المغتاظ إذا غضب أو أغتاظ ويفعله أيضا المتحير المتفكر إذا التبس عليه ما يفكر فيه وينظره.

وسألته: عن قول الله سبحانه: والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما فالشهادة هي الحضور والزور من الأشياء فهو الزور، وهو الباطل والكذب واللغو، فهو الغفلة واللعب فذلك كله، وما كان منه فلا يشهدونه وإذا مروا به أعرضوا.

وسألته: عن قول الله: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك فذلك فلن يزالوا كما قال الله سبحانه مختلفين لأن الاختلاف لا يزال أبدا بين المحقين والمبطلين، وهو خبر من الله عما يكون وأنهم لن يزالوا مختلفين فيما يستأنفون، فالاختلاف منهم وفيهم ولذلك نسبه الله إليهم، وقوله: إلا من رحم ربك يريد من المؤمنين فإنهم في دنيهم متآلفون غير مختلفين.

وقوله تبارك وتعالى: ولذلك خلقهم يقول سحانه للمكنة مما يجب به الثواب والعقاب من السيئة والحسنة، ولولا خلقه لهم كذلك، وعلى ما فطرهم عليه من ذلك لما اختلفوا في شيء، ولما نزل عليهم أمر ولا نهي ولا كان فيهم مسيء ولا محسن ولا منهم كافر ولا مؤمن ولكانوا كالموات الذي لا يحسن ولا يسيء ولا يفجر عند الله ولا يتقي.

وسألته: عن وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي فقد يكون الايحاء إلهاما ويكون الايحاء من الوحي كلاما، ويكون الإلهام تعريفا وفطرة ويكون الكلام تعليما وتذكرة، وأي ذلك كان فعلم وبيان لا ينكره ولا يدفعه بالله مقر ولا يأباه إلا ملحد في الله متكبر لا ينكر صاغرا وإن كابر بالإنكار في أن للنحل وأشباهه إحتيالا وأن لها صنعاا محكما وأعمالا فيما يرى من شهدها وعجيب ما فيه من عقدها.

(1/36)

________________________________________

وسألته عن قوله: وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فتأويل وإذا كنت فيهم يريد في سفر وخوف معهم، فأقمت الصلاة لهم، فلتقم طائفة منهم معك يقول سبحانه: من جميعهم معك وليأخذوا أسلحتهم كلهم من قام معك في الصلاة ومن لم يقم معك منهم فإذا سجدوا يعني الذين معه في صلاتهم أخر سجدة منها فأتموا وفرغوا من صلاتهم كلها وسلموا فلتأت طآئفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم كلهم من صلى معك ومن لم يصل منهم، ولا يقال للطائفة الآخرة لم يصلوا إا والطائفة الأولى قد صلوا ولا تصلى صلاة الخوف إلا في سفر، ولا يصلى شيء منها في حضر لأن أهل الحضر في بيوتهم وحصونهم مستترون، وأهل السفر لعدوهم بارزون مصحرون.

وصلاة الخوف أن يصلي الإمام بإحدى الطائفتين ركعة واحدة ثم يقومون فيتمون الركعة الثانية ثم يسلمون والطائفة الأخرى الواقفة للعدو في سلاحهم مستلمون وليس لهم شغل من صلاة ولا غيرها سوى المواقفة والحراسة لأنفسهم وإخوانهم من عدوهم بالمصافة فإذا رجعوا إليهم من صلاتهم وقعدوا للعدو، وموقفهم ولم يزايلوا أبدا مواضعهم حتى يتم إخوانهم من آخر الصلاة ما أتموا ويسلموا من صلاتهم كما سلموا فتكون كل واحدة من الطائفتين قد حرست كما حرست وأخذت منهما من الحراسة ما أخذت وأعطت من الحراسة ما أعطت وصلي بها من الصلاة مع الإمام ما صلت فهذا عندنا أحسن ما سقط إلينا في صلاة الخوف.

وكذلك صلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله فيما بلغنا صلاة الخوف في غزوة لها غزاها يقال لها: ذات الرقاع، وفقنا الله وإياك للتقوى في كل محنة نزلت بنا أو بلوى، وصلى الله على محمد وآله الأبرار الطيبين الأخيار.

(1/37)

________________________________________

وسألت: وقفنا الله وإياك لمرضاته ولعلم ما أوجب الله علينا وعليك علمه من آياته عن قول الله جل جلاله عن أن يحويه قول أو يناله: إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا، ما وجه ما أراد الله بذلك من المقال ومن أين جاز أن يقال: أبين وأشفقن السموات والأرض وهن موات لا ينطقن وشيء لا يأبا ولا يشفق فقد يحتمل وجه ما أراد الله تبارك وتعالى بذلك وتنزيله ما أبانه الله من تظليم الإنسان بما يأباه الله عليه من نيته للخيانة في الأمانات ولتأدية ما صغر حليته في الخلقة والتركيب من قدر ما ذكر الله من الخلق العجيب.

وأنت رحمك الله فقد تعلم أنك لو عرضت بفكرك وفي تقديرك ونظرك فضلا عما قد تعلمه يقينا بقلبك على ما قد تعرفه من السماوات أمانة من الأمانات لما حملتها ولا شيئاً منها أذكر عندك في علمك غيرنا طقات وهن فإذا كن كذلك فهن لحمل الأمانات غير مطيقات فإذا كن من ذلك لنفس خلقهن وما بنين عليه من ضعفهن ممتنعات أفضل مما يقول به منها، قائل أو يتحير من علمائها عالم.

وقد يحتمل أيضا أن يكون إنما أريد السموات والأرض والجبال أهلهن ومن جعل ساكنا لهن مما يطيق ويأبا ويشفق كما قال أخوه يوسف واسأل العير وليسوا يريدون إبلها، فهذا وجه من الوجوه ليس بسيء ولا مكروه مفهوم معقول يجوز بمثله في العرب القول.

وسألت: عن المؤمن المهيمن فالله هو المؤمن لأوليائه من سخطه والمهيمن الشهيد، والله هو الشهيد على أعدائه بمعصيته. وأما الحمّا عن الضربة الموجعة فإن الله جعلها تكون من الطبيعة فالضربة من الضارب والحما فمن الطبايع الأثر وأن الحما لو كانت من الضارب لزمه فيها القصاص والقود، وهذا مما ليس يدرك حقيقته أحد، وقد قال الله سبحانه: والجروح قصاص والجروح من الجارح وليس الحما تعمل شيئا من الجوارح، فهو علم الله المعلوم.

(1/38)

________________________________________

وسألت: عن زرتم المقابر، فهو دخلتم المقابر، وسألت: عن زرع الأرض المغتصبه فلا يجوز الزرع فيها لغاضبها ولا غير غاضبها إلا أن تزرع بإذن صاحبها.

وسألت: عن شرى اللحم من اليهود والنصارى فإنا لا نرى أن يباع منهم ولا يشترى فإنهم ليسوا ممن يؤمن عليه أن يخلطوا ما لا يحل فيه. وأما القصر من غير خوف فيقصر كل سافر آمن أو خائف، أو كان فاجرا أو برا.

5 / 47
ع
En
A+
A-