وسألته: عن المرأة يطول بها الدم كم تترك الصلاة فقال: تترك الصلاة قدر أيام أقرائها التي عرفتها، ثم تغتسل وتوضى لكل صلاة إن شاء الله تصليها.

وسألته: هل يستنجي أحد وفي شماله خاتم فيه ذكر الله? فقال: ترك ذلك أفضل وأحب إلى ألا يفعل قلت فيتحرك المتوضئ خاتمة عند الوضوء ليصل الماء إلى ما تحته، فقال: يحركه أبلغ في طهارته.

وسألت: أبي رحمة الله عليه: عن من يحك جسده ويدخل يده نحو صدره وهو في الصلاة? فقال: يسكن الأطراف كلها أمثل، وإن حكه شيء أو آذاه نحاه.

(1/5)

________________________________________

وسألته: عن علي بن أبي طالب رحمة الله عليه هل زوج ابنته عمر بن الخطاب، فقال: خبر من الأخبار قد ذكر ولا يُدرى ما حقيقته.

وسألته: عن ولاية علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فريضة من الله كالفرائض، فقال: موالاة علي بن أبي طالب أكبر الفرائض واجبة من الله ورسوله على كل مسلم.

وسألته: عن قول الله كان الناس أمة واحدة? فقال: لا تكون أمة واحدة وفيهم نبي أو وصي.

وسألته: عن العقل في الإنسان أطبع هو أم مستفاد? فقال: هو الحفظ والفكر وأصل العقل فطرة وخلقة.

وسألته: من كان أول الناس إسلاما مع النبي صلى الله عليه فقال علي بن أبي طالب: وكان رسول الله صلى الله عليه أدبه وكان في حجره وهو السابق إلى الله والمقرب.

وسألته: عن وصي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من كان وعن تراثه، فقال: كان علي بن أبي طالب وصيه في مهماته وعهوده، وأما الميراث، فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله توفي وكل ما يملك من الدنيا فقد فرقه على أمته.

وذكر أن رسول الله صلى الله عليه أعطاء فاطمة صلوات الله عليها فدكا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه إلا سلاحه فأخذه علي بن أبي طالب.

وسألته: عن الحديث الذي روي أن من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية وكيف يعرف، فقال: بنعوته وصفاته. وسألته عن الإيمان، فقال: الإيمان من الأمان، والإيمان فهو السلامة من كبائر العصيان التي أوجب الله عليها لأهلها النار فمن استكمل ذلك فقد استكمل الإيمان.

وسألته: عن الإسلام فقال: هو الإستسلام بما أمر الله به من الإسلام.

(1/6)

________________________________________

وسألته: عن القدر فقال: الخير والإحسان من الله لا يستنكر وما كان من خلاف ما أمر الله به فهو من أهله والله يرئ منه، وما كان من حسن مأمور به فهو من الله، وما كان من معصية أو شتم لله فالله برئ منه لأنه يذمه ويعينُه ولا يصلح أن يكون من الله مذموماً عنده فهذا إن شاء الله يكفي ولا يستنكر ذلك ولا يجحده أحد أنصف أوتكلم بما يعرف وأما سوى ذلك فلا يراد الخوض فيه ولا الشغل به.

وسألته: عن الإستطاعة ? فقال: أي ذلك فقال به قائل إذا أثبت أن الله لم يكلف العباد إلا ما يستطيعون فهو مقبول، وقوله صحيح معقول.

وسألته: عن إمامة أمير المؤمنين أكان من الرسول إليه وصية أم قال: أنت الإمام بعدي أم كيف? فقال: دلالة من الرسول صلى الله عليه وإشارة عليه كانت منه إليه كافية مغنية.

وسألته: عن الاختلاف الذي بين أهل البيت ? فقال: يؤخذ من ذلك بما أجمعوا عليه ولم يختلفوا فيه، وأما ما اختلفوا فيه فما وافق الكتاب والسنة المعروفة فقول من قال به فهو المقبول والمعقول.

وسألته: عن إطلاق الرأي عن الضرورة ? فقال: ليس لأحد أن يقول برأيه إلا ما أشبه الكتاب والسنة المعروفة وإلا أمسك فلم يقل.

وسألته: عن من قعد عن علي رضوان الله عليه في حربه? فقال: من قعد عن علي في حربه فهو ضال،

وسألته: عن إنفاق المُزْبِقِ والمُكَحِّلْ? فقال: التحرز من ذلك والتورع أفضل وإن أجازه الناس بينهم.

وسألته: عن جمع صلاتين في السفر والحضر، فقال: لا بأس به، وسألته: عن المرأة تموت من أحق بميراثها ? فقال: قرابتها وذووا محرمها أولى الناس بها.

وسألته: عن الإستثناء في الطلاق، وما أشبه ذلك? فقال: الإستثناء جائز في كل يمين، وسألته: عن من أصبح جنبا في شهر رمضان وهو يمكنه الغسل قبل طلوع الفجر هل عليه شيء? فقال: لا بأس به وأحب إلينا أن يغتسل.

(1/7)

________________________________________

وسألته: عن من حلف بالمشيء إلى بيت الله وليس عنده ما يبلغه ولا يحمله? فقال: لا شيء عليه لا يكلف الله أحداً إلا ما أطاق.

وسألته: عن رجل محتاج يتكفكف باليسير ويرد ما يتفضل به الناس عليه الأخذ منهم أفضل أم الرد، فقال: إن رد فلا بأس وإن أخذ فلا بأس إذا احتاج.

وسألته عن قول النبي صلى الله عليه: ؛إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به كتاب الله وعترتي أهل بيتي « من العترة ? فقال: العترة هم الولد.

وسألته: عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر? فقال: الأمر بالمعروف ما كانت لله فيه طاعة والنهي عن المنكر كل ما كانت لله فيه معصية.

وسألته: عن مرأة هلكت وتركت عبدا مدبرا ما ترى فيه وتركت أمتين اعتقت من ذلك ثلثهما? فقال: إن كان ثلثهما يحتمل عتق المدبر أعتق وإن لم يكن يحتمل فلا يعتق، وقال في المعتق من الأمتين: أيضا إذا احتمل ثلثها ما أعتقت منها عتق ما أعتقت ونفذ كلما له أوصت من بعد أن يخرج الدين الذي عليها إن كانت عليها ديون، فإن الدَّين يخرج من قبل الثلث ومن قبل كل وصية.

وسألته عن قول الله: خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك، فقال: خبر من الله من القدرة والإقتدار على كل شيء وليس هو خبر أن الله يخرج من النار بعد دخولها أحدا، ولو خرج منها خارج بعد دخولها لم يكن فيها مخلدا، وقد قال الله في غير مكان: خالدين فيها وما هم بمخرجين.

(1/8)

________________________________________

وسألته: عن قول الله تعالى: {ونفس وما سواها} فألهمها فجورها وتقواها، فقال: ونفس وما سواها، يقول سبحانه وما أقدرها وما هاهنا من تسوية التقدير وحكمة التدبير الذي لا يكون إلا بالله ولا يوجد إلا من الله، وقد قال بعض المفسرين: وما سواها: هو ومن سواها، فألهمها هو عرفها تعريفا بينا ليس مما يلتبس بكفره، منعمة ولا يعايا بشيء من المعرفة من فجورها وتقواها إذا عرفها هيبتها وأجتراها لأن الهيبة اتقاءٌ والفجور اجتراءٌ فهي تعرف من الأشياء كلها ما يجتري عليه من الفجور وما تهاب وتخشا من جميع الأمور، فهي على ما لا تهاب مجتريه ولما هابت متقية فهي ملهمة لتقواها وفجورها لمعرفة ما تهابه وتجترئ عليه من أمورها.

وسألته: أيضا عن قول الله سبحانه: والسموات مطويات بيمينه، فقال: إنما يريد سبحانه قدرته عليهن ونفاذ أمره وقضائه وحكمه جل ثناؤه فيهن لأن كل ما كان من الأشياء مطويا في يمينك فأنت عليه أقدر منك على غيره من جميع شأنك ومن كان في يديه شيء مطوي كان على حفظه كله قويا، ولا يتوهم أنهن مطويات في يمينه كطي الثياب إلا عميٌّ جهول لعَّاب وما في ذلك لو كان كذلك من الإكتاب ومن القوة والإقتدار.

وأما قبضته وإحاطته وقدرته، فذلك أنه يقال لمن كان محيطا بشيء وقادرا عليه إذا سئل عنه من يعرفه هل له قدرة فيه ? قال: نعم والله ما هو إلا قبضته وفي يده وليس يريد بذلك إذا قال قبضة الكف والله لا شريك له متعال عن أن يوصف من أوصاف الإنسان بوصف.

وسألته: عن قول الله سبحانه: وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له، والإنابة إليه هي الرجوع بطاعته عليه وإسلامهم له هو سلوكهم سبيله فلم ينب إليه سبحانه من تولى عنه ولم يسلم له جل ثناؤه من تبرأ منه، فالإنابة إليه هي الاعتصام والإسلام له هو الاستسلام ولم يعتصم به قط من آثر غيره ولم يُسلم له من خالف أمره.

(1/9)

________________________________________

وسألته عن قول الله سبحانه قتل الإنسان ما أكفره فهو لعن الإنسان ما أقل شكره وكذلك كل من كفر بآيات الله ولم يصر فيما أمر به إلى مرضات الله فمن كان كذلك أو عمل بذلك فهو الكافر غير الشاكر لما أولي ووهب له من النعم فأعطي في مبتدأ خلقه حين أنشيء من نطفة من ماء مهين، فحفظ من الرحم في مستقره، فأتم تقديره وحسن تصويره ثم يسر للسبيل الذي هو مخرجه من بطن أمه بعد كماله في لحمه وعظمه.

وسألته: عن قول الله سبحانه: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك، فتأويل ذلك أن الله قادر على ما شاء من مغفرة أو تعذيب لمن خلق وأنشا، وليس ذلك خبرا من الأخبار أنه غير معذب لمن وعده بالنار لأنه جل ثناؤه لو لم يعذب من وعده بالعذاب من أهل الكبائر لكان في ذلك خلف وإكذاب لما وعد به في ذلك من الميعاد، وفيما ذكر سبحانه من وفاء ميعاده ووعده في ذلك، ما يقول سبحانه في كتابه: ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ليس من قوله سبحانه: لا يغفر، وبين يعذب فرق لأن من لا يغفر له فقد عذبه ومن عذبه فلم يغفر له.

وسألته: عن مقاليد السموات والأرض، فالمقاليد هي المفاتيح ومفاتيح الغيب فهي المقاليد، وسألته عن قول الله سبحانه: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها فالمصيبة في الأرض فهو ما يكون في الأرض عامة والمصيبة في الأنفس فهو ما يكون في الأنفس خاصة، والكتاب فهو علم الله بذلك كله، وما أحاط بالأرض والأرض يقينا من علمه، فكل ذلك كما قال الله: لا شريك له لا يؤده منه علم ما علم، وقوله: من قبل أن نبرأها فهو من قبل أن يخلق الأنفس وأنشائها.

(1/10)

________________________________________

وسألته: عن قوله تعالى وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه وطائره فهو ما يلحقه وما يلزمه من خيره وشره، فكله مكتوب محفوظ عليه إذا لقي الله وصار إليه كما قال الله سبحانه: يخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشور ا، إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا.

وسألته: عن قوله يوم ندعوا كل أناس بإمامهم، فإمامهم هو ما كتب عليهم، ولهم من سالف أعمالهم فمن أوتي كتابه بيمينه فهو عن يمينه، وتأويل من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا، فهو إن من كان في الدنيا ضالا فهو في الآخرة أضل ضلالا أنه ليس بعد البعث ضلال ولا هدى فمن ضل في الآخرة، أو اهتدى فهو مهتدى أو ضال أبدا.

وسألته: عن قول الله سبحانه: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا فالإسلام هو الاستسلام والذلة والإذعان يعني الإجابة والطاعة والإيمان فهو سر وإعلان فسره في القلوب الباطنة وعلانيته في الأعمال الظاهرة، ألا تسمع كيف يقول سبحانه، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم.

وسألته: عن قوله الله سبحانه: وتلك الأيام نداولها بين الناس، والأيام أيام الدول فهي بين الناس، كما قال الله عقب وما فيها من أحسان أو إسارة فأعمال لمن عملها من العمال يثاب المحسن فيها على حسنته ويعاقب المسيء فيها بسيئته.

2 / 47
ع
En
A+
A-