وسار بها مـن لا يسيـر مشمَّراً وغــنّى بـها منْ لا يغني مغرداً
وسنتبع هذا الفصل بفصلين، الأول: فيمن أخذ العلم عنه من مشائخه، والثاني فيمن أخذ عنه من تلامذته وأتباعه ونستعين الله تعالى على إتمام ذلك.
أمّا الفصل الأول
فقال شارح المجموع القاضي حسين بن أحمد السياغي ناقلاً عن الشيخ العالم القاسم بن عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي رحمه الله كان زيد بن علي شامةُ أهل زمانه، وجوهرة أقرانه، وإمام أهل بيت النبوة في وقته (عليه السلام) ، يعرف في وقته بحليف القرآن، له في الزهد والكرم ومحاسن الأخلاق ما ليس لغيره من أهل زمانه، فتح الله عليه بالعلم بعد أن أخذ عن جماعة من فضلاء الأمة كأبيه زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) وجابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي، ومحمد بن أسامة بن زيد وغيرهم من أبناء الصحابة، وفتح الله عليه بأعظم ممّا أخذ عن الثقات، وقد رأيت الإقتصار في هذا الباب على ما ذكر لوضوحه.
وأمّا الفصل الثاني
فتلامذته (عليه السلام) : أولاده الأئمة الأبرار والسادة القادة الأطهار عيسى بن زيد ومحمد بن زيد وحسين بن زيد ويحيى بن زيد، فعيسى بن زيد أخذ عنه ولده أحمد بن عيسى وسفيان الثوري وغيرهما، وكان عيسى زاهد زمانه، وهو جد العراقيين من أولاد زيد، ومحمد جد الذين ببلاد العجم، وحسين بن زيد هو جد المشهورين من ذرية زيد بن علي، ويحيى بن زيد هو القائم بعد أبيه (عليه السلام) وكان يحيى (عليه السلام) ينشد:
لـكل قتيلٍ معشر يطلـبونه وليس لزيد في العراقين طالب