قال السائل:
بسم الله الرحمن الرحيم
(بعد أن حذفنا غرَّة كتابه وأتينا بالسؤال إذ هو المقصود )
هل الإمامة منصب إلهي أراده الله كما أراد النبوة ؟ وإذا كانت كذلك فلماذا لم تكن دلالة الإمامة كما كانت دلالة النبوة ؟ وإن لم تكن كالنبوة فلما جعلت من أصول الدين ؟
الجواب والله الهادي إلى الصواب:
أن أصول أصحابنا الزيدية تقضي بأن الإمامة منصب الهي إذ هي في منصب مخصوص جعلها الشارع فيه وحصرها وقصرها فيه وهو معنى الإرادة إذ الإرادة هي الخلق والأمر ...الخ .
أمَّا قول السائل: وإذا كانت كذلك فلماذا لم تكن دلالة الإمامة كما كانت دلالة النبوة ..الخ .
فنقول: أن كلام أئمتنا عليهم السلام قاض بأنها قطعية لا ظنية اجتهادية , وأدلتهم على ذلك معروفة ظاهرة غير خفية , منها إجماع الصحابة وذلك أنهم فزعوا إلى نصب من يقوم مقام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبادروا إلى ذلك وقدموه قبل مواراة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولو لم تكن واجبة لما قدموا ذلك الأمر ولا فزعوا إليه, فثبت إجماعهم والإجماع حجة قاطعة , ومنها أن إقامة الحدود إلى الإمام والتكليف بها مستمر إلى انقطاع التكليف , والتكليف بها ورد غير مشروط وقد قامت الأدلة على أن الإمام شرط في ذلك وتحصيل مالا يتم الواجب إلا به يجب كوجوبه , ومنها فريضة الجهاد ومعلوم ضرورة من دينه صلى الله عليه وآله وسلم أن الجهاد فرض واجب على الأمة وأن وجوبه لم يسقط بموته صلى الله عليه وآله وسلم وأن الإمام شرط في أدائه والقيام به وإقامة الإمام أمر ممكن للأمة فوجب إقامة الإمام لتأدية الواجب , إذا عرفت ذلك فقد قام الدليل واتضح السبيل ولا يلزم أن تكون دلائل الإمامة كدلائل النبوة من كل وجه لان أدلة الإمامة إذا كانت مفيدة للقطع فقد حصلت المماثلة في وجه وهو إفادة القطع وكذلك كل واجب .
أما قول السائل: وإن لم تكن كالنبوة فلماذا جعلت الإمامة من أصول الدين .... الخ.