وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالباً وتوهينهم الشيعي مطلقاً فهذا حكم على كل شيعي بأنه مجروح وحكم بتوثيق كل ناصبي غالباً، فيقال: كيف تصنعون بالأحاديث المستفيضة الواردة بوجوب محبة علي وأهل البيت، ويلزمكم أن النبي صلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وسَلَم الآمر بذلك شيعي، ثم ما بال المحدثين يتغاضون فقد قيل ليحيى بن معين: إن عبد الرزاق شيعي، فقال: لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه، ثم إن لابن حجر في كتابه لسان الميزان ما يخالف كلامه السابق وهو قوله: فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من يتكلم في عثمان وطائفة ممن حارب عليا t والغالي في زماننا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين فهذا ضال مفتري، وإذا نظرت إلى قواعدهم وجدتهم لا يطبقونها إلا على الشيعة فهم إذا وصلوا إلى لعن علي وسبابه من معاوية بن أبي سفيان وأتباعه من النواصب لم يطبقوا شيئاً من كلامهم ولا من قواعدهم، ثم إذا خاضوا في ما جرى بين علي وبين من حاربه في الجمل وصفين والنهروان حكموا بالكف عن الخوض وباجتهاد مخالفيه، فهل هذا إلا اتباع للهوى ومخالفة لقواطع الأدلة، ثم انظر إلى رضاهم عمن ناصب علياً وأظهر سبابه ولعنه كحريز بن عثمان الذي أخرج له أبو داود وغيره مع اعترافهم بنصبه وعدّله ابن أبي حاتم.
روى عالم أهل البيت المولى عبدالله بن الإمام الحسن بن يحيى رضي الله عنهم في كتابه كرامة الأولياء قال: كان أبو اليمان وعمر ابن علي وغيرهما حققوا نصبه (يعني حريز بن عثمان) قال يحيى بن صالح: صليت معه الفجر سبع سنين وكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن علياً سبعين مرة، وهذا مما يفضي بالعاقل إلى العجب العجاب، ويذهب بالحكيم إلى الإستغراب أهـ.
وما أبشع قول العجلي في عمر بن سعد بن أبي وقاص: تابعي ثقة روى عنه الناس أهـ.
وهو الذي باشر قتل الحسين بن علي (عليه السلام) .
وقال العجلي في عمران بن حطان: ثقة أهـ وهو القائل يمدح ابن ملجم لقتله أمير المؤمنين (عليه السلام) :
يا ضربـة مـِنْ تـقى ما أراد بـها إلاَّ ليبلـغ من ذي العرش رضوانا