وذكره يحيى بن حميد في التوضيح فقال سليمان بن مهران الكاهلي: الأعمش وهو من أعلام الزيدية روى له الجماعة أهـ.
قال شارح المجموع رحمه الله: وهو رأس المحدثين وأهل الفقه أهـ. وهو كلام القاسم بن عبد العزيز، ومنهم سفيان بن السمط، قال شارح المجموع: وهو الذي روى عن جعفر الصادق إن زيداً لم يخرج لجهاد هشام حتى رأى النبي صلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وسَلَم في المنام يقول: يا زيد جاهد هشاماً ولو بنفسك أهـ.
ومنهم زيد بن الأنماطي وكان ناسكاً فاضلاً.
قال شارح المجموع رحمه الله: وقد روى له الترمذي وإسحاق بن راهويه، ومنهم نصر الوشا قال القاسم بن عبد العزيز: وهو الذي روى مناظرة زيد بن علي للزنديق عند هشام بن عبد الملك أهـ.
ومنهم عبد الله وعبيد الله ابنا محمد بن عمر بن علي ابن أبي طالب (عليه السلام) وكانا آية زمانهما، ومنهم معمر وسعيد ابنا خيثمة وكانا ممن شهد مقتل زيد بن علي (عليه السلام) وجاهدا معه وكانا محدثين فاضلين.
قال في التوضيح: سعيد بن خيثم الهلالي يروي عن زيد بن علي قيل ليحيى بن معين، فقال: هو شيعي ثقة.
قال الذهبي: وقع لنا من عواليه في دعا المحاملي، روى له الترمذي والنسائي، ومنهم أبو الزناد الموج بن علي، ومنهم علي بن صالح بن حي، وأخوه الحسن بن صالح بن حي الذي تنسب إليه الصالحية من الزيدية.
قال في التوضيح: الحسن وعلي ابنا صالح بن حي إلى الحسن تنسب الصالحية من الزيدية.
قال أبو نعيم: كتبت عن ثمانمائة محدث فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح، وقال أبو زرعة: اجتمع فيه فقه وعبادة وزهد، وكان مذهبه ترك الجمعة مع الظلمة والخروج عليهم بالسيف، وروى الذهبي عنه حديث المنزلة بإسناد متصل حكى ذلك في ترجمته، ولما نقل الزعفراني موته إلى المهدي العباسي خرّ ساجداً وكان أخوه رأساً في العلم والعمل والعبادة روى عنه مسلم والأربعة، ومنهم محمد بن الفرات الجرمي وكان محدثاً فاضلاً، ومنهم القاسم بن أرقم والهيثم الطهوي الذي حدث عنه كبار أهل الكوفة، ومنهم عبد الله بن الزبير عم أبي أحمد الزبيري، ومنهم الفضل ابن الزبير عم أبي أحمد الزبيري صاحب دعوة الإمام الأعظم أبي الحسين زيد بن علي (عليه السلام) إلى العلماء، ومنهم عيسى بن أبي قرة، وكان ناسكاً فاضلاً، ومنهم راوي علوم الإمام زيد بن علي أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي حدث عنه الثقات، وهو كثير الملازمة للإمام زيد بن علي، وهو الذي أخذت الزيدية عنه مذهب الإمام على ما في المجموعين الحديثي والفقهي، ورجحوا روايته على غيره، وقد أوسع أصحابنا الكلام في الذب عن أبي خالد، وفندوا مطاعن الخصوم وردوها وبينوا بطلانها، ومنهم سورة بن كليب وكان ثقة الإمام زيد في أكثر أموره، ومنهم مطر التمّار وكان فاضلاً ورعاً، ومنهم سالم السلولي وهو الذي خرج زيد بن علي من بيته يوم قتل، ومنهم القاسم بن كثير، الفاضل العابد، ومنهم الوليد بن يعلى وكان حسن الصوت بالقرآن حتى أنها كان تخشع لقراءته قلوب العصاة، وكانت قراءته تعجب الإمام، ومنهم حسان بن قايد البارقي وكان فاضلاً شجاعاً في الجهاد، ومنهم محمد بن الحجاج البجلي، ومنهم عمرو بن أبي عمرو النخعي، ومحرز بن جبلة الأشجعي، وعمرو ويحيى ابنا الزبرقان المالكيان من خيار الكوفيين، وخليفة بن حسان الخثعمي وله اختيارات، وخباب السلمي وحمزة بن منصور وسالم بن أبي حمزة الثمالي وثابت بن أبي صفية والأشعث بن أبي صفية، والأشعث عم سعيد بن خثيم، وخباب بن زيد بن معتّب وكان فاضلاً وشهد مع زيد مقتله، وعبد السلام بن ميمون البجلي وشهد معه أيضاً، وسلمة بن ثابت الليثي وأبو سعيد إسماعيل الفزاري الطحان وكان فاضلاً، وصالح بن ذيبان المكنى بأبي ثميلة الأبار، ورجا بن هند البارقي، وأبو الصبار العبدي، ومحمد بن عبد الله الرصافي وكان فاضلاً نبيلاً، والأزهر بن الوازع المرادي وعامر بن الربيع العذري وعصير بن سلمة بن ثابت الليثي ونعيم بن ذي جدّان وأبو دلهم الوالبي من خيار الكوفيين وعبيد بن جعد البارقي وزياد بن درهم وكان فاضلاً وسلام بن السري الجعفي، ومساور بن حديد العامري، والصلت بن الحارث بن إياس الجعفي وإبراهيم بن نعيم العبدي وعبد الله بن سليمان الحضرمي، وشاكر بن عبد الله وعثمان بن عائشة، والشهاب بن عبد الله البارقي، وعبد الله بن عثمان النهدي، وقاسم بن عبد الرحمن الصهياني، وعيسى بن عنبسة وعبد العزيز بن أبي عثمان البارقي، وعثمان وحمزة بن أبي حمزة الثمالي وأبو عباد الأحول الهمداني وعمرو بن صالح الأشجعي، وعبد الله بن عثمان الأشجعي، فهؤلاء المشهورون من تلامذة الإمام الأعظم أبي الحسين زيد بن علي عليهما الصلاة والسلام وأتباعه وكلهم فضلاء أهل نسك وعبادة، ولكنهم بعد قتله (عليه السلام) وظهور بني مروان عليهم خملوا في الأرض ومنهم من قتل مع الإمام زيد بن علي صلوات الله عليه ولم يشتهر منهم بعد زيد بن علي في الأخذ منهم إلا أقلهم كمنصور بن المعتمر ومثل أبي الجارود وهو الذي ينسب إليه الجارودية من الزيدية، وهارون بن سعيد العجلي والحسن بن صالح وأخوه علي بن صالح، وهاشم بن اليزيد وكثير النوّا وصباح المري وعمرو بن قيس وأبي حنيفة النعمان بن ثابت ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وزبيد اليامي وسلمة بن كهيل وعمرو بن خالد الواسطي وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي، وأبي الزناد والمورج بن علي، وسليمان الأعمش والأجلح الكندي، ومعمر وسعيد ابنا خيثم الهلاليان، وسعيد بن الحجاج وقيس بن الربيع وسفيان بن أبي السمط، ومحمد بن الفرات الجرمي، وفضيل بن الزبير وعبد الله بن الزبير وسالم بن أبي حفصة والحكم بن عيينة، ومن السادة أولاده المتقدم ذكرهم، والسيد الإمام عبدالله بن الحسن كان ممن يفضله ويعتقد إمامته، ومن قوله رضي الله عنه: العلامة بيننا وبين الناس علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، والعلامة بيننا وبين الشيعة زيد بن علي (عليه السلام) فمن تبعه فهو شيعي ومن لم يتبعه فليس بشيعي، وهو أخذ العلم عن أبيه وعن جماعة من أبناء الصحابة ثم أولاده الأئمة الأعلام النفس الزكية محمد بن عبد الله والسيد موسى بن عبد الله والنفس المرضية إبراهيم بن عبد الله وإدريس بن عبد الله كلهم أخذوا العلم عن أبيهم، وعن بعض أصحاب زيد بن علي (عليه السلام) وعن أبناء الصحابة والإمام الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وأخوه الحسن بن علي، والإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) والسيد أخوه الإمام محمد بن إبراهيم، والسيد أحمد بن عيسى بن زيد (عليه السلام) والسيد الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد (عليه السلام) ، والسيد القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومحمد بن محمد بن زيد (عليه السلام) ، ويحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد (عليه السلام) ، فمن هؤلاء من روى عنه محمد بن منصور المرادي جامع علوم آل محمد صلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وسَلَم وأعظم من روى عنه منهم القاسم بن إبراهيم وأحمد بن عيسى بن زيد والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد عليهم السلام، فهؤلاء الذين صار الكوفيون على مذهبهم حتى انتشر إليهم مذهب الهادي والمؤيد بالله في آخر الزمان بعد خمسمائة وشيء، والهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم أخذ العلم عن جده القاسم بن إبراهيم ثم اختار اختيارات كثيرة فصارت زيدية الحجاز واليمن على مذهبه ومذهب جده ثم أخذ ولده المرتضى عنه العلم، ودخل بلاد العجم، قلت: وهذا وهمٌ بل الذي دخل بلاد العجم هو ولد المرتضى، وهو الملقب بالهادي، واسمه يحيى وعنه أخذ أبو العباس والسيدان المؤيد بالله و أبو طالب علم الهادي (عليه السلام) والسيد الهادي يحيى المرتضى يروي العلوم عن عمه الناصر أحمد بن الهادي وهو عن أبي يحيى بن الحسين صلوات الله عليه رجعنا إلى تتمة كلام العلامة القاسم بن عبد العزيز رحمه الله، (فأخذ عنه أبو العباس الحسني) ثم أخذ الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين وأخوه أبو طالب عن السيد أبي العباس (عليه السلام) ، وكان الإمام الناصر لدين الله الحسن بن علي صاحب الجيل والديلم قد أخذ العلوم عن محمد بن منصور عن آل رسول الله صلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وسَلَم ثم اختار اختيارات كثيرة فصار أهل الجيل والديلم لا يرون خلاف ما اختاره رأياً، ومذهبه عند أتباعه مشهور لا يختلف فيه اثنان، وسنده ظاهر وكذا مذهب القاسم والهادي والمؤيد بالله عند أتباعهم أشهر من الشمس في اليوم الضاحي، سواء أسند أم لم يسند، وأولاد جعفر الصادق (عليه السلام) ، وأولاد أولاده كانوا على رأي الإمام أبي الحسين زيد بن علي (عليه السلام) ومنهم من خرج على الظلمة للجهاد كمحمد بن جعفر الصادق (عليه السلام) وعبد الله بن جعفر وكزيد بن موسى بن جعفر وغيرهم من الأئمة السادة، وكان أكثر الفقهاء في الصدر الذي فيه الإمام أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام على رأيه ثم بعده كذلك، فأبو حنيفة من رجاله وأتباعه في كل كتاب من كتب المقالات، وكذا صاحباه أبو يوسف ومحمد والشافعي محمد بن إدريس تلميذ لمحمد بن الحسن، وكان داعياً ليحيى بن عبد الله بن الحسن الإمام في زمن هارون الرشيد وشرس عليه بنو العباس لأجل ذلك، وكذلك كانت قراءته في غير الفقه على رجلين من أتباع زيد بن علي عليه الصلاة والسلام، وهما رجلا أهل الحق أحدهما مسلم بن خالد الربجي، والآخر إبراهيم بن يحيى المدني، وكذلك مالك الفقيه كان يفتي من سأله بالقيام مع محمد بن عبدالله النفس الزكية على المنصور أبي الدوانيق وشيخه جعفر بن محمد الصادق في الحديث، فلا مذهب أقدم من مذهب أبي الحسين زيد بن علي عليهما الصلاة والسلام، ولاأفضل وكيف لا يكون كذلك وهو يرويه عن أبيه عن جده عن النبي صلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وسَلَم فليس بينه وبينه إلا رجلان.
هذا وقد استوفيت في هذا كلام العالم الخريت الماهر القاسم بن عبد العزيز البغدادي رحمه الله مع إضافات أضفناها وتحسين لعبارة: واعلم أن المحدثين قد أكثروا الجرح والتنقيص لشيعة آل محمد وبنوا على قواعد منهارة، وجعلوا تلك القواعد أصولاً يرد كل ما خالفها كقولهم بأن الصحابة كلهم عدول، وأن التشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة، فمن قدمه على أبي بكر فهو غال في تشيعه ويطلق عليه رافضي وإلا فشيعي، هذا كلام ابن حجر في مقدمة الفتح، وعلى هذا فالمحبين لعلي شيعة والمقدِّم له رافضي، وكلا الطائفتين مجروح عندهم.