الاستغفار وما جاء فيه من المحو للسيئات والتكفير للذنوب

عن زيد بن علي عليه السلام عن آبائه عن علي عليهم السلام قاال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه، ثم مات غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، ورمل عالج)).

وقال الهادي في (الأحكام): بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلاً أتاه فشكى بعض ما يكون، فقال: أين أنت من الاستغفار، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من ختم يومه يقول عشر مرات استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، اللهم اغفرلي وتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم؛ إلا غفر الله له ما كان منه في يومه، أو قالها في ليلة؛ إلا غفر الله له ما كان منه في ليلة)) ومثله رواه محمد بن منصور رضي الله عنه بإسناده ولفظه، قال: حدثنا محمد حدثنا علي بن أحمد بن عيسى عن أبيه عن حسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن أبي هاشم عن زاذان عن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((عودوا ألسنتكم على الاستغفار؛ فإن الله لم يعلمكم الاستغفار إلا وهو يريد أن يغفر لكم)).

وفي أمالي أبي طالب بإسناده إلى علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لكل داء دواءن ودواء الذنوب الاستغفار)).

نعم هذه الأحاديث تدل دلالة واضحة لاغبار عليها بأن الاستغفار موجب لغفران الذنوب، وإن كثرة وجلت، فهل تراها صريحة في ماقلنا بحكم الذوق والعقل، وقل ما شئت في ذلك بعد الفكر والتأمل.

التسبيح وما جاء فيه من غفران الذنوب ورفع البلاء، ورفع الدرجات

في مجموع زيد بن علي عن آبائه عن علي عليهم السلام قال من سبح لله في يومه مائة مرة، وحمده مائة مرة، وكبره مائة مرة، وهلله مائة مرة، وقال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مائة مرة دفع الله عنه من البلاء سبعين نوعاً أدناه القتل، وكتب له من الحسنات عدد ما سبح سبعين ضعفاً، ومحى عنه من السيئات سبعين ضعفاً، ومثل هذا لا يكون إلا مرفوعاً؛ لأن فيه تقدير الثواب، وتكفير الذنوب، ودفع البلاء، ومثل هذه الأشياء لا تعلم إلا من جهة الله ورسوله، فنحكم عليه بالرفع وإن كان علي ورسول الله ينطفان بلسان، فكلام علي صلوات الله عليه مقتبس من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قال في الروض النضير بعد ذكر هذا الأثر أخرج محمد بن منصور عن أم هاني، قالت: من كبر مائة تكيبرة قبل طلوع الشمس كان كمن عتق مائة رقبة، ومن حمد الله مائة تحميدة قبل طلوع الشمس كان كمن نحر مائة بدنة، ومن سبح مائة تسبيحة قبل طلوع الشمس كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة، أو بسرجها ولجمها، ومن قال: لا إله إلا الله مائة مرة في كل يوم قبل طلوع الشمس لم يلحقه في ذلك اليوم ذنب، ومن قال قبل غروب الشمس كان كذلك وأخرجه من طرق متعددة، وفيها دخلت أم هاني إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: قد دق عظمي وثقلت عن الصلاة-تعني النافلة- فدلني على عمل أعمله، فقال: ((يا أم هاني إذا صليت الفجر فاجلسي في مسجدك حتى تسبحين الله مائة مرة)) وذكر الحديث ورواه السيوطي في الجامع الكبير، وعزاه إلى الطبراني، فيه قولي سبحان الله مائة مرة تعدل مائة رقبة تعتق لله، وأحمدي الله مائة مرة تعدل مائة فرس ملجم يحمل عليها في سبيل الله، وكبري الله مائة مرة تعدل بدنة مجللة تهدى إلى بيت الله، ووحدينه مائة مرة ولا يدركك ذنب بعد الشرك، وقد جاء في لا حول ولا قوة إلا بالله أحاديث دالة على فضلها، منها عن أبي موسى الأشعري أنه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة، قلت: ما هو، قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله)) والحديث الذي يدل على عظيم ثواب هذا الكنز، وقد وردة أحاديث تدل على فضيلة هذه الكلمات بخصوصها، منها ما أخرجه ابن حبان في صحيحه مرفوعاً: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولاقوة إلا بالله سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر)).

وقال محمد بن منصور في (كتاب الذكر) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((خذوا جنتكم، قالوا: يا رسول الله من عدو حضر، قال: لا بل من النار، قالوا: وما جنتنا من النار، قال: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن يوم القيامة مقدمات ومؤخرات، ومعقبات، ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات)) وأخرجه أيضاً من طرق.

نعم أليست هذه الأحاديث تدل على ما ندعيه أم لا، فانظر وتأمل وقل ما شئت، فليس لنا عرض إلا إيضاح المسألة، وأنت وما اخترت الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في مجموع الإمام زيد بن علي عن آبائه عن علي عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وأثبت له عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، واسبق ملكاه الموكلان به أيهما يبلغ روحي السلام)).

وأخرج الديلمي عن أبي بكرة: ((اكثروا من الصلاة عليَّ، وأن صلاتكم عليَّ مغفرة لذنوبكم، واطلبوا لي الدرجة، الوسيلة؛ فإن وسيلتي عند ربي شفاعتي لكم)) أخرجه ابن عساكر عن السيد حسن انظر في هذه الأدلة بإنصاف لتعرف مادلت عليه من صلاة الرب تعالى، وإثبات الحسنات، ومحو السيئات، وإيجاب الشفاعة لمن صلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قل لي ما هذه الذنوب التي محتها هذه الضلاة أهي عمد أم خطأ [بياض 23].

المرض وما جاء فيه

أخرج الإمام زيد بن علي عليه السلام عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: من مضر ليلة كفرت عنه ذنوب سنته؛ فإذا عوفي المريض تحانت خطاياه كما تتحات ورق الشجر اليابس في اليوم العاصف.

6 / 10
ع
En
A+
A-