جبريل أرسلني إليك الله

وهل يعلم أحد من أولاد آدم كان الخاطب له أولا...............الله، والشهود الملائكة الكرام، والموضع الذي عقدوا فيه النكاح العرش، فوق السماوات السبع، والنثار في النكاح من شجرة طوبى من أشرف شيء في الأرض، والسماء من الدر الأزهر، والياقوت الأحمر، والعاقد في الأرض خير الملأ محمد المصطفى، وهو الأب والجد، وسيد البشر، وهو الشفيع في المحشر، وهو الذي يسوق بغلة الأم في الزفاف، وجبريل الحاضر الزفاف وميكائيل ومن معهما من الملائكة المقربين، وسائر المؤمنين على ما تقدم بيانه، هذا ما لا يكون لأحدٍ من العالمين، وإنما هذا الشرف لأهل البيت الطاهرين عليهم صلوات رب العالمين.

وروينا بالإسناد لأمير المؤمنين عليه السلام قال: كنت أبائع لرسول الله صلى الله عليه وآله على السمع والطاعة، في العسر واليسر، وأن نقم ألسنتنا بالعدل، وفي أن لا تأخذنا في الله لومة لائم، فلما ظهر الإسلام، وكثر أهله قال: ((يا علي ألحق فيها: وعلى أن تمنعوا رسول الله وذريته من بعده مما منعتم أنفسكم وذراريكم)).

قال علي عليه السلام: فوضعتها والله على رقاب القوم، وفا من وفا وهلك بها من هلك، وقد تقدم الحديث، وهو يدل على مرتبة عظيمة، حيث أوجب أن يكون أهل بيته عند المكلفين كأنفسهم، وأخذ البيعة على ذلك يدل على تأكيد الأمر فيهم، والأخبار الواردة في فضل أهل البيت عليهم السلام لا تتسع لها إلا المجلدات المعروفة في هذا الشأن، وقد قدمنا ما فيه شفاء لطالب الحق، ومرتاد السلام، وقد عاد الظلال بالنواصب والحشوية إلا إنكار نسب رسول الله صلى الله عليه وآله، ونفي أولاد فاطمة عن الانتساب إليه، وردوا على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله ما ظهر وانتشر، من ذلك مثل آية المباهلة في الأبناء، وتفسيرها بالحسن والحسين عليهما السلام[92] وغير ذلك من الأخبار الواردة بلفظ الأبناء والأولاد، وقد تقدمت، وليست البنوة في الشرع لمن حصل الولد من نطفته، بل من قضاء الله تعالى ببينونته، وإذا كان الله تعالى الحاكم بذلك في أولاد الرسول فلا معنى لما يقوله ويظنه الجهول، هذا والله تعالى بإجماع قد جعل عيسى عليه السلام وهو ابن البنت البتول من ذرية نوح الرسول صلى الله عليه وآله، فأين يتاه بالنواصب عن هذه الدلائل، وكيف لم يستنيروا بنور هذه الفضائل، وقد صرح الرسول عليه السلام بأن الحسن والحسين ابناه، وأن كل بني أنثى ينتسبون إلى أبيهم إلا أولاد علي من فاطمة عليهما السلام جميعاً، وقد شرف الرسول صلى الله عليه أولاده بالنسب الشريف، والنسب المخصوص بالتعظيم والتشريف، في أخبار متواترة، نحو الحديث الطويل الذي قدمناه في الحسن والحسين عليهما السلام، ومغيبهما في الحظيرة، وما كان من المقام المشهور والتعظيم لأهل البيت يومئذٍ من الرسول، يشهد الناس وغير ذلك، والآفاق المتقدمة، وهو خبر كاف فيما قصدناه من الدلالة على بيان شرف الآباء والأجداد والأقارب، شرف ظاهر، وعلو كامل، ويدل على شرف أولاد هما في كل زمان، بمثل ما شرفهما الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله، ويدل على ظلال النواصب، وم ينتسب إلى العدلية ممن يحيف في تعظيم العترة، ولا يعترف لهم بالفضل، وأيضاً فخصال الكمال فيهم متكاملة، فإن زهدهم أكثر، وعلمهم أغزر، وحلمهم أثقل، وورعهم أجل، وهم في خصال الكمال أشرف وأكمل، وقد دعا لهم الرسول صلى الله عليه وآله حيث يقول: ((اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي، وفي زرعي وزرع زرعي)) والنبي صلى الله عليه وآله مستجاب الدعوة، لا يجوز أن لا يجاب أبداً، وذلك عن إسناد مسموع إليه عليه السلام، وقد روينا أن زيد بن علي عليه السلام أقام في حبس هشام بن عبد الملك لعنه الله خمسة أشهر، يفسر لهم سورة الفاتحة والبقرة.

قال الراوي:..........ذلك هذا، وهذا لا يوجد في علماء غيرهم عليهم السلام، فإن المفسرين قد شرحوا وأكثروا من غيرهم، فما بلغوا إلى سورة الفاتحة والبقرة لا تتم إلا في خمسة أشهر، مع..........، وكذلك أنهم أعلم وأفهم.

فاسمع إلى قول البتول فاطمة

 

حيث أتت إلى عقيق خاصمة

زارية في فدك محاكمة

96 / 292
ع
En
A+
A-