وعن بن مسعود قال: إن لأمة محمد صلى الله عليه وآله فرقة وجماعة، فجامعوها إن أجمعت، فإن افترقت فكونوا مع النمط الأوسط، ثم ارقبوا أهل بيت نبيكم فإن حاربوا فحاربوا، وإن سالموا فسالموا، فإن زالوا فزولوا، معهم حيث زالوا، فإنهم مع الحق لن يفارقهم ولن يفارقوه.
وقيل ليحي بن معاذ: ماذا تقول في أهل البيت؟
قال: ما أقول في طينة عجنت بماء النبوة، وغرست بإرض الرسالة، فهل ينفخ فيها إلا ريح الهدى وعنبر التقى.
وعن سلمان قال: أنزلوا آل محمد صلى الله عليه وآله بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة العينين من الرأس، فإن الجسد لايهتدي إلا بالرأس، وإن الرأس لايهتدي إلا بالعينين.
وروينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: (( اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي، وفي زرعي وزرع زرعي)).
وعنه صلوات الله عليه وآله أنه قال: (( لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولاتشتموهم فتضلوا)).
وعن علي عليه السلام أنه قال: (( مثل أهل بيتي كالنجوم، كلما مر نجم طلع نجم)).
وعنه عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ((من لم يعرف حق عترتي والأنصار والعرب فهو لإحدى ثلاث، إما منافق وإما لريبة، وإما امرء حملت به أمه في غير طهر)).
ومن كتاب الحياة قول النبي صلى الله عليه وآله في بعض خطبه: (( يا أيها الناس الله الله في أهل بيتي، الله الله في لحمي ودمي، لا تتخذوهم غرضاً من بعدي فتحملوا الناس عليهم، أحبوهم لحبي، وأعرفوا لهم الفضل فمن أحبهم فقد أحبني، ومن أحبني أحبه الله، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله[85]، هامات هامات، وسادات سادات، وغيوث حارات، وليوث غابات، وألوا الأحساب الوافرة، والوجوه الناظرة، مافي عودهم خور، ولا في زندهم قصر، ولا في صفوهم كدر، ثم ذكر الحسن والحسين عليهم السلام، فهملت منه دمع العين، في حلبة الخدين كفيض الغربين، ونظم السمطين وهي من الفرطين، ثم قال: والله هما كبدري دجى، وشمسي ضحى، وسيفي لقا، ورمحي لواء، وطودي حجى، وكهفي تقى، وبحري ندى، وهم رحيانتا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وثمرتا فؤاده، والناصران لدين الله تعالى، أو ولد بين التحريم والتحليل، ودرجا بين التأويل والتزنيل، رضيعا لبان الدين، والإيمان والفقه والبرهان، وحكمة الرحمن، سيدا شباب أهل الجنة، والدتهما البتول الصادقة، بنت خير الشباب والكهول، وسماهم الجليل، ورباهم الرسول، وناغهما جبريل، فهل لهؤلاء من عديل، بررة أتقياء، وورثة الأنبياء، وخزنة الأوصياء، قتلهم الأدعياء، وخذلهم الأشقياء، ولم ترعوي من قتل الأئمة، ولم تحفظ الحرمة، ولم تذر النقمة، ويلاً لها ماذا أتت، وبسخط من تعرضت، وفي رضا من سعث، طلب الدنيا قليل عظمها، حقير جسيمها، ورد المعاد أغلقت إذا الجنة أزلفة، وإذا الجحيم سعرت، وإذا القبور بعثرت، ولحسامها جمعت، ويلاً لها ماذا حرمت، عن روح الحنان ونعيمها صدفت، وعن الولدان والحور غيبت، وإلى جحيم صيرت، ومن الضريع والزقوم أطعمت، ومن المهل والصديد والغسلين سقيت، ومع الشياطين والمنافقين قرت، وفي الأغلا ل والحديد صفدت، ويلاً لها ما أتت، ثم هملت عيناه، وكثر نحيبه، وشهيقه، فقلت يا أمير المؤمنين يشنيك ما إليه صار القوم، فقال نعم إنه لشقى، ولكني أبكي الأشجان وأحزان تحركها الأرحام، وقال شعراً:
|
لاتقبل التوبة من تائب |