قال الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان عليه السلام: في جواب الشرفا من بني سليمان، وقد روى عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جده عن علي عليه السلام، قال قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: ((مابال أقوام من أمتي إذا ذكر عندهم آل إبراهيم استبشرت قلوبهم وتهللت وجوههم، وإذا ذكر أهل بيتي اشمأزت قلوبهم وكلحت وجوههم، والذي بعثني بالحق نبياً لو أن الرجل منهم لقى الله بعمل سبعين نبياً ثم لم يلقه بولاية أولي الأمر من أهل بيتي ماقبل الله عزّ وجلّ منه صرفاً ولا عدلاً)).
وروينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ((إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من قبل العرش يامعشر الخلائق إن الله عزّ وجلّ يقول انصتوا فطال ما نصت لكم، أما وعزتي وجلالي وارتفاعي على عرشي لا يجاوز أحد منكم إلا بجوزا مني وجواز مني محبة أهل البيت المستضعفين، فيكم المقهورين على حقهم، المظلومين والذين صبروا على الأذى، واستخفوا بحق رسولي فيهم فمن أتاني بحبهم اسكنته جنتي، ومن أتاني ببغضهم أنزلته مع أهل النفاق)).
وعن القاسم بن ابراهيم عن أبيه عليهم السلام، قال: جاء رجل إلى علي بن الحسين عليهما السلام، فقال يابن رسول الله قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد جائه رجل فقال إني أحبك وأهل بيتك، فقال صلى الله عليه: ((فاستعد للفقر جلباباً)) ما ذلك الفقر؟ فقال علي بن الحسين عليهما السلام: هو الفقر إلى الله عزّ وجلّ، فلو جعلت الدنيا بحذافيرها لمؤمن ما فرح بها، ولو صرفت بكلتيها ما حزن عليها، وإن أوليا الله لا يسكنون إلى شيء دونه.
وروينا من أمالي المرشد بالله عن عمرو بن مسعدة قال: دخلت على المأمون وبين يديه كتاب ينظر فيه وعيناه تجريان بالدموع.
قال عمرو: فقلت يا أمير المؤمنين مافي هذا الكتاب الذي أبكاك لا أبكى الله عينك؟
قال: يا عمرو هذا مقتل أمير المؤمنين علي، والحسين بن علي عليهما السلام.
فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الخاصة والعامة قد كثرت في أمرهم فما يقول أمير المؤمنين في أهل الكساء؟
قال: فتنفس الصعدا، ثم قال: هيه ياعمرو هم والله آل الله، وعترت المرسل الأواه، يعني إبراهيم عليه السلام، وسفينة النجاة، وبدر ظلام الدجى، وبحر بغاه الندى، وغيث كل الورى، وأشبال ليث الدين، ومبيد المشركين، وقاصم المعتدين، وأمير المؤمنين، وأخوا رسول رب العالمين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، هم والله المعلموا التقى، والمسر الهدى، والمعلموا الجدوى، والناكبون عن الردى، ...................غلظ في كل موطن يقظ [84] ونميل مع أهل بيتي حيث مالوا.
وعنه صلوات الله عليه وعلىآله: ((لوأن عبداً عبد الله بين الركن والمقام ألف عام ثم ألف عام، لم يقل بحبنا أهل البيت لكبه الله على منخريه في النار)).
وروينا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: (( لايؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي أحب إليه من عترته، ويكون أهلي أحب إليه من أهله، ويكون ذاتي أحب إليه من ذاته)).