أراد بغير المبالغة في المدح، وإليه ذهب عمرو بن بحر الجاحظ في كتابه كتاب إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي صنفه للمأمون:
|
قوم إذا املولح الرجال على |
أفواه من ذاق طعمهم عذبوا
تم كلام المنصور علبه السلام، وروايته من كتب العامة، وروايتنا عنه في هذا الموضع، وعن جابر لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} استبان لأهل المدينة الذي حباهم الله به، فأقبلوا بأجمعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: نفديك بآبائنا، وأمهاتنا تقيك يارسول الله، نخرج لك من أموالنا وأولادنا، وننزل لك عن نسائنا، ولقد منّ الله علينا إذ هدانا بك إلى الإسلام، وفقهنا في الدين، واستنقذنا بك من شفا جرف هار قال: فأنزل الله على نبيه في ذلك المقام: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قال: فقام إليه رجل من القوم يقال له مصعب بن عمير فقال: يا رسول الله، وما المودة في القربى؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((حب هذا وهذين، وأشار بيده إلى علي والحسن والحسين)).
قال مصعب بن عمير: والذي بعثك نبياً إني لأحبك وأحبهم، قال: ((صدقت يا مصعب، فاستعد للفقر جلباباً، وللشهادة............، فوالذي بعثني بالحق رسولاً لا يموت محبنا إلا شهيداً، ولو على فراشه، وإن الفقر إلى محبنا لأسرع من ركض البراذين أو قال الشفرة إلى سنام الجمل)).
قال جابر بن عبد الله: فغزونا مع رسول الله صلى الله عليه وآله غزاة أحد فاستشهد مصعب بن عمير، فطلبنا شيئاً نكفنه فيه فلم نصب له شيئاً إلا فضل شملة كانت عليه، كنا إذا لحفنا رجليه انكشف وجهه.
قال حابر: فأتيناه فأخبرناه فقال: ((غطوا بها وجهه، وضعوا على رجليه الإذخر، فوالذي بعثني بالحق نبياً ليحشرن يوم القيامة وفضل تلك الشملة عليه ريطة من رياط الجنة يلمع نورها ما بين السماء والأرض)).
|
مَن آل ياسين أنحن أم هم |