قال: تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا فرقة واحدة هي الناجية، ثم قال: أتدري على كم تفترق فيَّ؟

قلت: وإنه لتفترق فيك؟

قال: نعم، تفترق فيَّ اثني عشر فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة هي الناجية، وأنت منهم يا أبا عمر، ومما يؤيد ذلك ويزيده بياناً أيضاً ما ذكره الثعلبي أيضاً بالإسناد في تفسير قوله: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا}.

قال: وأخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله القاضي، أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن عثمان البغدادي، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن السبيعي بحلب، حدثنا الحسبن بن إبراهيم الجصاص، أخبرنا حسين بن الحكم، أخبرنا إسماعيل بن أبان، عن فضيل بن الزبير، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الله الجذلي، قال دخلت على علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فقال: يا أبا عبد الله، ألا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنة، والسيئة التي من جاء بها كبه الله في النار، ولم يقبل منه عملاً؟

قلت: بلى.

قال: الحسنة حبنا، والسيئة بغضنا، من غير كلام المنصور عليه السلام.

فلا رغبتي تقتضي الرهبة

 

ولا عقد لي من حبهم يتحلل

ولا أنا عنهم مجدد أحبة

80 / 292
ع
En
A+
A-