وروينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لفاطمة عليها السلام: ((ايتيني بزوجك وابنيك فجاءت بهم، فألقى عليهم كساء فدكياً ثم قال: اللهم هؤلاء آل محمد، فاجعل شرايف صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد، كم جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)) قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل فدفعني وقال: ((إنك على خير)) وفي حديث آخر أنه قرأ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}[الأحزاب:33] وقد تقدم الخبر بذلك من كتبنا ومن كتب العامة جميعاً.
وروينا عن الثعلبي في تفسير قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ} حديثاً رفعه إلى أنس بن مالك وبريدة قالا: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الآية: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} إلى قوله: {وَالأَبْصَارُ} فقام رجل فقال: أي بيوت يا رسول الله؟ فقام إليه أبو بكر فقال يا رسول الله هذا البيت منها بيت علي وفاطمة؟ قال: ((نعم، من أفضلها)).
ومن مسند ابن حنبل رفعه إلى الربيع بن المنذر عن أبيه قال: كان الحسين بن علي عليهما السلام يقول: من دمعت عيناه فينا دمعة، أو قطرت عيناه فينا قطرة بوأه الله عز وجل الجنة.
ومن كتاب الحياة قال صلى الله عليه وآله: ((من صلى صلاة الخمس في جماعة حيث كان وأين ما كان جاز الصراط كالبرق اللامع في أول مرة من السابقين، وجاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، وكتب له في كل يوم وليلة كأجر ألف شهيد إذا أتى حقها وحقيقتها محبتنا أهل البيت.
ومن كتاب الحياة أيضاً وعنه صلى الله عليه وآله أنه قال: ((حرمت الجنة على ثلاثة: مدمن الخمر، وعابد وثن، وعدو آل محمد)).
|
أنحن أم هم شجرة النبوة |
أم هل لهم من جدنا النبوة
على جميع ساكني المدحوة
وروينا عن أبينا رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ((نحن أهل بيت شجرة النبوة، ليس أحد من الخلائق يفضل أهل بيتي غيري)) وإذا لم يكن أحد أفضل منهم فهو أولى بالأمانة من كل أحد، إذ لا تصح إمامة المفضول مع وجود الأفضل على ما تقدم بيانه.
وروينا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: ((إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه، وإن الله عز وجل جعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب عليه السلام)) ومصداق ذلك قوله تعالى في آية المباهلة: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ} فكان الأبناء هم الحسن والحسين عليهم السلام، وقد بينا في ذلك طرقاً فيما تقدم: