من بني أمية فخلها
أم لا فدعها زينة لأهلها

أنحن أهل البيت أم هم فاحلالي
أم أينا أهل الكساء المرسل

 

ياأيها العالم المعتزلي
وأهل تطهير الكتاب المنزل

إنما أوردنا هذه الجملة وما يأتي بعدها من ذكر أهل البيت عليهم السلام لشرح طرفاً من خطبهم عليهم السلام، ومن الفضل النبوي، والنصاب العلوي، والفخر الهاشمي، والنسب الفاطمي، لينظر العاقل في ذلك بعين بصيرته، ويسرح في رياضها سرب عقيدته، وليميز بين أولاد الجماعة، فما أقبح الجهل بضاعة، وإن كان بين ذلك بعد المشرقين، هيهات أين الصباح من الليل، والبرادين من عراب الخيل، أين العلم من الجهالة، وأين الهدى من الضلالة، أين النجاة من الغرق، وأين الدجا من الفلق، وأين الظمأ من الري، وأين البلاغة من الغي، أين العرا من البيت، أم أين الحي من الميت، شتان ما بين السعادة والشؤم، ويا بعد ما بين الكرم واللوم، أين الشقاوة من السعادة، وأين الحسرات من الإفادة، هيهات طاشت الحلوم، وولت أدبارها العلوم، أيستخاف الواحد القيوم في اختياره، أم يرد قول مصطفاه ومختاره، اسمع يا طالب الفضل بالمنا، أين مكان الفضل من الغنا، أيديم الفضل بالتمني، أم تدعى الحجج بالتجني، من هؤلاء الذين قال فيهم ربنا الحميد: {رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} أم هل تعلم أو تقدر تقديراً فيمن قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}[الأحزاب:33] قل لي من الثقلان، إن كان لك في هذا المسرح يدان، أتعلم من أمان أهل الأرض يا صاحب العمى، كما أن النجوم أمان أهل السماء، وإلا فقل منقطعاً لا ناقة للقوم في ذلك ولا جمل، ولا جدي ولا حمل.

وروينا عن أبينا رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ((لما أسري بي رأيت على باب الجنة مكتوباً بالذهب لا بما الذهب لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، فاطمة أمة الله، الحسن والحسين صفوة الله، على باغضهم لعنة الله)).

وروينا عن ابن المغازلي في مناقبه، ورفعه إلى السدي في قوله عز وجل: {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً}[الشورى:23] قال المودة في آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال:وفي قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} قال: رضى محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يدخل أهل بيته الجنة[71].

ومن مناقبه أيضاً رفعه إلى علي عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((فضل أهل البيت علي الناس كفضل البنفسج على سائر الأزهار)).

وفي كتاب الحياة لإسحاق بن أحمد بن عبد الباعث رحمه الله رواه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ((فضل أهل البيت على الناس كفضل دهن البنفسج على سائر الأدهان)).

75 / 292
ع
En
A+
A-