عن قول جبريل عن العلي
في أمة مالت عن الوصي
واستخلفت من ليس بالوصي
أما قولنا فاسمع إلى عذارة فيما خلى فيريد بذلك ما اعتذر به عليه السلام في كلامه لرأس اليهود وغير ذلك مما تقدم، وماصرح به لقلة الناصر المعين، ومايخشاه مع ذلك الحوادث على الإسلام وأهله، مع قرب عهد الناس بالكفر.
وأما قولنا وعذره الأن الذي قد فصلا و ما ذكرنا من التأسي بأنبياء الله تعالى فيزيد بذلك ما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، أنه فعله أن أقواماً تكلموا فقالوا ما بال علي لم يحارب أبا بكر وعمر وعثمان على هذه الخلافة، وحارب طلحة والزبير ومعاوية وعائشة، فلما بلغه ذلك أمر فنودي بالصلاة جامعة، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: معاشر الناس بلغني أن أقواماً تكلموا فقالوا: لما لم أحارب أبا بكر ولا عثمان، ولا عمر على هذه الخلافة، وحاربت طلحة والزبير، ومعاوية عائشة، ولي اسوة بستة من أنبياء الله تعالى بنوح صلى الله عليه وآله، إذ يقول: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ} فإن قلتم إنه لم يدع ربه كفرتم، وإن قلتم غيرذ لك فالوصي أعذر، وبإبراهيم صلى الله عليه إذ يقول: {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي} فإن قلتم إنه اعتزلهم من غير عذر كفرتم، وإن قلتم غير ذلك فالوصي أعذر ، وبلوط صلى الله عليه وآله إذ يقول: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} فإن قلتم إنه كان له قوة أو يآوي إلى ركن شديد كفرتم، وإن قلتم أنهم لم يخيفوه كفرتم، وإن قلتم غير ذلك فالوصي أعذر.
وبهارون صلى الله عليه وآله إذ يقول: {إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي} فإذا قلتم إنهم لم يسضعفوه كفرتم.
وإن قلتم غير ذلك فالوصي أعذر، وبمحمد صلى الله عليه وآله إذ ذعب من فراعنة قريش إلى الغار. فإن قلتم، إنه هرب إلى الغار من غير عذر كفرتم، وإن قلتم غير ذلك فالوصي أعذر، فقالوا: صدقت يا أمير المؤمنين.