ظهرهم في ذكره الجليل[48]
كما بهذا حكم الرسول


 هذا هو أحد الأدلة القاطعة على إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام وجه ذلك أن العترة مجمعة على أن الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا فضل هو أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي عليه السلام وإجماعهم على ذلك حجة مشهور معلوم وإجماعهم حجة واجبة الإتباع كما تقدم بيانه تبين ذلك أن المعلوم أن علياً عليه السلام كان يقول ويظهر ويعلم منه أنه أحق الخلق بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله وكذلك فاطمة الزهراء عليها السلام تعتقد ذلك وتقوله وتدين به وكذلك الحسن ولحسين عليهما السلام وهو قول الحسن بن الحسن، وعلي بن الحسين، وزيد بن علي، و محمد بن علي الباقر، وهو قول يحيى بن زيد، وقول جعفر بن محمد الصادق، ثم كذلك أئمة الهدى وسائر أهل البيت عليهم السلام إلى يومنا هذا يعلم ذلك من دينهم ضرورة كما يعلم أن من دينهم اعتقاد نبوة محمد صلى الله عليه وآله وهذه حجة قاطعة كافية في ذلك وكذلك فإجماع أهل البيت عليهم السلام منعقد على أن كل مكلف يجب عليه العلم بإمامة علي عليه السلام وأنها واجبة على الأعيان دون غيره من الأئمة عليهم السلام مالم يكن ذلك إمام العصر وإجماعهم حجة كما تقدم ونحن الأن كاشفون لك من التنبيه يايها الناظر بنور الله.انظر رحمك الله كم بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين القوم في هذا الميدان أيساوي بين من عكف على الأصنام واستقسم بالأزلام وعرف بالقبيح. وبين من لم يثبت عليه اسم الشرك أبداً، ولا يعرف بعبادة لغير الله بل يدخل في كبيرة أبداً، وهو مشاكل لرسول الله صلى الله عليه وآله في شرف المولد والمشاركة في النور وطهارة النشأة، وانتقاء العبادة عنه لغير الله ودخوله في الدين وإجابة دعوة الرسول عليه السلام من حال الحداثة دعاه فأمن به ولبا دعوته وأثر نصرته واستعمل نصيحته ووقاه بنفسه، فله القرابة من رسول الله ، والسبق إلى الله وإلى رسوله وهو العالم المبرز بل هو أعلم الناس بعد نبيه عليه السلام وله الزهد الذي لم نثبته بغيره، فيه وله الفضل في الثواب كما قدمنا ذلك في الحجة، حيث ذكرنا قول الرسول عليه السلام ((اللهم أتيني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير )) وهو الأفضل في الخصال كلها فاعتبرها فيما قدمناه، فلا أحد يقايسه فيها ولا يدانيه، بل هو الجامع بين خصال الفضل، وما نفرق في الصحابة فإن الشجعان المبرزين منهم ثلاثة، علي عليه السلام، والزبير، وأبو دجانة، وهو عليه السلام أشجعهم وأكثرهم جهاداً، ولا يبلغ أحد أبداً إلى جهاده بلا خلاف في ذلك.

والسابقون منهم إلى الإسلام ثلاثة، علي عليه السلام، وأبو بكر، وزيد بن حارثة، وهو عليه السلام أولهم إسلاماً بنص الرسول عليه السلام، وقد قدمنا الدلالة عليى ذلك واختص عليه السلام أن إسلامه على فطرة، وأعلمهم ثلاثة، علي عليه السلام،[49] وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وهو عليه السلام أعلمهم بنص الرسول عليه السلام، والزهاد منهم أربعة، علي عليه السلام، وعمر، وسلمان الفارسي، وأبو ذر، وهو عليه السلام أزهدهم كما بينا في زهده.

والقراء منهم ثلاثة،علي عليه السلام، وعثمان، وأبي بن كعب، وهو عليه السلام، أقرأهم لما بيناه أيضاً، أولأمرقبل القراء، وأمر أبوبكر للناس باالنداء بالقرأن كما ينادي بالظالة فكان فيكان يجمعه بعضهم من بعض، وكتبه عليه السلام في داره وحده، لم يستعن عليه بأحد مع غير ذلك مما تقدم بيانه.

وأهل الاستحياء منهم ثلاثة، علي عليه السلام ، وأبو بكر، وعثمان، وهو عليه السلام أفضلهم في ذلك، والأفضل قراءة علي  عليه السلام، وحمزة، وجعفر، وهو عليه السلام أفضلهم، والرجال من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس أهل البيت وطهرهم تطهيرا، ثلاثة، علي، والحسن، والحسين، عليهم السلام، وهو أفضلهم، والمفسرون ثلاثة، علي عليه السلام، وابن عباس،وابن مسعود، وهو عليه السلام أعلمهم بكتاب الله تعالى لما جاء به من النص في العلم من الله تعالى حيث يقول: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}.

وروينا من تفسير الثعلبي يرفعه إلى عبد الله بن عطاء، قال: كنت مع أبي جعفر جالساً في المسجد فرأيت عبد الله بن سلام فقلت: هذا الذي عنده علم الكتاب: فقال: إنما ذلك علي بن أبي طالب، ورفعه أيضاً إلى راذان عن ابن الحنفية، ومن عنده علم الكتاب، قال هو علي بن ابي طالب عليه السلام.

ومن رسول الله صلى الله عليه وآله حيث يقول: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها )) وحيث يقول: ((علي أعلمكم علماً)) ولما حكاه عليه السلام من نفسه على المنابر حيث بين علمه بالكتب المنزلة من الله تعالى وقد قدمنا شرح ذلك في موضعه وعن جرير بن عبد الله قال: أرجف الناس في المدينة فقالوا: أبو بكر أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من علي بن ابي طالب رضي الله عنه.

 وقال أخرون: بل عمر بن الخطاب.

 وقال أخرون: بل عثمان بن عفان، فكثر اختلافهم في ذلك حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:إذا كان غد فاغدوا إلي حتى أضرب لكم مثلاً يضطركم إلى التصديق فيما أقول لكم، فلما أصبح مضوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واجتمعوا وتحاشدوا، فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((.......كيف قلتم))؟ قالوا: قلنا لك كذا، وأعادوا عليه كلامهم الأول، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب ولأبي بكر ولعمر وعثمان: ((يقعد كل رجل مقعده مقدار نسبه مني، فقعد علي عليه السلام إلى جانبه عن يمينه صلى الله عليه وآله وسلم، وقعد أبو بكر على مقداره من تيم، وقعد عمر على مقداره من عدي، وقعد عثمان على مقداره أقرب منهما؛ لأنه من بني أمية بن عبد شمس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لمن حضره: أفهمتم))؟ قالوا: نعم. قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[50]: ((هذه أماكنكم في النسب))؟ قالوا: نعم.

59 / 292
ع
En
A+
A-