قالوا: إنه منك. فقال لهم عليه السلام: ((من الذي مني))؟ فقالوا: ابن عمك علي، قال: صدقتم أنا منه وهو مني ثم نظر إلي وهو كاره.

فقلت: والله يا رسول الله ما سبق لهم إليَّ يد، ولكنهم قصدوني وسألوني فاكتنفني الحيا فلم أستطيع ردهم، فضحك رسول الله صلى الله عليه وآل ثم قال: ((الحياء ثمرة والكرم شجرتها، فلا زلت بالكرم نضراً ولا بالحياء مثمراً)).

فقال عند ذلك رجال منهم عمر بن الخطاب وغيره: مهلاً يا أبا الحسن فإن أهل نجران أهل غدر وعدوان، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((دعوه فإن المؤمن إذا أوعد وفى)).

قال عليه السلام: فدخلت في كفالتهم فوفوا بعهدهم ووعدهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((حفظ الله لعلي كفالته كما حفظ لزكريا كفالته)).

وأما نسك يحيى بن زكريا عليه السلام، فإن يحيى بن زكريا عليه السلام ما فكر قط في حرام مخافة الآثام، وأنا في كل يوم أمسي وفي كل ليلة حتى أصبح أعرض على نفسي صحيفتها، وأحاسبها قبل يوم القيامة، فقلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ((إن أشبه صحف أهل الأرض بصحيفة يحيى بن زكريا صحيفتك يا علي، وإن الملكين الذين كانا يعرجان إلى الله تعالى بعمله هما حافظاك، وبقيت لك درجة من درجاته وهي الشهادة)).

وأما قولي: أنا قرين المسيح عليه السلام، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((يا علي لولا أن تقول طائفة من أمتي فيك ما قالت النصارى في المسيح عليه السلام، واليهود في العزير، لقلت فيك قولاً يكون حجة لمن تابعك، وعذاباً لمن خالفك حتى يتبين لعدوك قبل خروجه من الدنيا العذاب، ويتبين لمحبيك قبل خروجهم من الدنيا حسن الثواب)).

وأما قولي: أنا أول الأبرار فأنا أول من قال مع رسول الله صلى الله عليه وآله: ((لا إله إلا الله، وشهدت أنه رسول الله، فأنا أول الأبرار، وإمام الأخيار، وقسيم الجنة والنار)).

وأما قولي: أنا دابة الأرض، ذات فإن الحق في الفرض، فلقول رسول الله صلى الله عليه وآله: ((علي مجنة أمتي، فمن وجد له بقلبه مكاناً فأولئك الذين امتحن الله قلوبهم للإيمان، ومن عدل عنه امتحن الله قلبه للنفاق)).

وأما قولي: أنا الصديق الأكبر: فلقول رسول الله صلى الله عليه وآله: ((صلت علي وعلى علي الملائكة سبع سنين)).

وأما قولي: أنا الفاروق الأجهر، فما جاهد أحد في التفريق بين الحق والباطل مثلي حتى ..........من عانده وقاتلت من كابده.

57 / 292
ع
En
A+
A-