قال الناس جميعاً: اللهم نعم.
قال علي: اللهم أشهد.
وأما قولي أنا حجة هود فلقول النبي صلى الله عليه وآله: ((علي الريح الصرصر على المشركين، وحجة النجاة للمؤمنين)).
وأما قولي: أنا ناقة ثمود، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قرنني بها فقال: ((يا علي إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة عاقر ناقة ثمود، وقاتلك يا علي)).
أيها الناس: هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال مثل ما أقول؟
قال أكثرهم: سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال علي: اللهم إنك سامع فاشهد.
وأما قولي: أنا كلمة إبراهيم، فإن الله العظيم قال في كتابه الحكيم إخباراً عن إبراهيم إذ يقول:{ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} فأنا ممن جنبني عبادتها، وحفظني عن السجود لها.
وأما قولي: أنا صبر إسماعيل، فإن إسماعيل صبر على الذبح ففداه الله بكبش، وأنا صبرت على الذبح ليلة بت على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأما قولي: أنا جنة إلياس، وشرب الخضر، وعصى موسى، ومقام هارون، وعديل يوشع بن نون، ودرع داود وخاتم سليمان. فأما إلياس فأُلهم الوحدانية صغيراً فكانت جنته من النار، والله لقد أُلهمت الوحدانية حيث ظهرت إلى دار الدنيا، وتيقنت لا يجب لمعبود يعبد إلا من خلق السماوات فزينها، والأرض فسطحها، فلما تيقنت ورأيت[45] قومي يسجدون للأوثان، أنكرت فعلهم وأنكر فعلهم قلبي، فلم أسجد لغير الله تعالى قط ولا سجدة واحدة، فلما نطق رسول الله بالكلمة أجبته إليها من غير تمنع، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((أنت جنة محببك من النار)) وكذلك قيل له: أنت جنة محبيك من النار.