ويروى أن الأبيات الثلاثة من أولها فقط قول ابن مياس الفزاري. أولها هذا البيت الأخير على ما تلوناه مصافاً إلى بيتين بعد البيت الأول.
وتولى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين عليهم السلام جميعاً بأمره لهما.
وفي رواية أنه غسله ابنه الحسن بن علي عليهما السلام وعبد الله بن العباس، وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، وصلى عليه ابنه الحسن عليه السلام وكبر خمس تكبيرات، ودفن عند صلاة الصبح أولاً في الرحبة مما يلي باب كندة، ثم نقلا ليلاً إلى ذي الغري.
وذكر السيد أبو طالب عليه السلام[42]: أن المشهور أن زيد بن علي عليهما السلام قال لأصحابه وهم يسلكون معه طريق الغرى: أتدرون أين نحن؟ نحن في رياض الجنة نحن في طريق قبر أمير المؤمنين.
قال: ومن المعلوم الذي لا يخفى على من نظر في الأخبار أن جعفر بن محمد حضر الموضع وزار القبر وقال لابنه إسماعيل: هذا قبر جدك أمير المؤمنين.
وروي عن الحسن بن علي عليهما السلام أنه قال حملناه ليلاً ودفناه بالغرى فهذا قول سادة العترة، فكيف تدعي النواصب أن موضع القبر ليس بمعروف، لولا عمى بصائرهم وشدة انحرافهم عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله.
وروينا عن شهاب بالإسناد المتقدم قال: قدمت دمشق غازياً فدخلت على عبد الملك بن مروان، فإذا هو على فرش يفوت القائم، والناس سماطين بين يديه، فسلمت فأخذت مجلساً، فقال: يابن شهاب أتعرف ما كان في بيت المقدس صباح ليلة قتل فيها علي بن أبي طالب عليه السلام؟
قلت: نعم.
قال: هلم فدرت خلف السماطين حين أتيته من خلف القبة، فتحول إليَّ فولى رأسه فقال: ما كان؟
فقلت: ما رفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دماً،. فقال: ما بقي أحد يعرف هذا غيري وغيرك، فلا يخرجن منك فما حدث به حتى مات.