ويوقظ الناس إلى المساجد
ثم خرج إلى باب المسجد ووضع رجله وهو يقول: بسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم تقدم المرادي يريد أن يضرب علياً فهابه، فلما أن كبر أمير المؤمنين وسجد علاه الملعون عبد الرحمن بن ملجم لعنة الله عليه بالسيف فضربه فوقعت على الضربة التي أصابته يوم الخندق، فخر علي صلوات الله عليه منها، وخرج المرادي يريد الهرب إلى منزل قطام التميمية، فلما صار على باب المسجد قيد الله رجليه وأعمى عينيه، فوقف على باب المسجد وسيفه تحت ثيابه يقطر دماً، وأقبل الناس من كل ناحية، فأدركوه فاستمكنوا من عدو الله، وأقبل علي عليه السلام على ابن ملجم. وقال: أرأيت إن سألتك عن خصال ثلاث تصدقني إن سالتك؟ قال سلني: قال: سألتك بالله هل كنت تدعى وأنت صغير ابن راعية الكلاب؟ قال: اللهم نعم، قال: فأسألك عن الثانية قال: أنشدك الله أمر بك رجل وقد تحركت فقال: أنت شقيق عاقر ناقة ثمود؟
قال: اللهم نعم.
قال: إني سائلك عن الثالثة: وهي أشدهنَّ عليك هل حدثتك أمك أنها حملت بك في حيضها؟
قال: اللهم نعم. ولو كنت كاتماً شيئاً لكتمته، فلما قضى أمير المؤمنين عليه السلام نحبه وقبض روحه عليه السلام، قتل بن ملجم لعنه الله واعتوره الناس بعد السبطين عليهم السلام بأسيافهم، فلما نظر العبدي الذي أدخله مكتوفاً ما نزل به انشأ يقول:
|
فلم أرى مهراً ساقه ذو بلية |
كمهر قطام ساق حتف ابن ملجم
وقتل علي بالحسام المسمم