وقيل: لما همَّ بإحراقهم وتوعدهم بالحريق بالنار، قالوا: عرفنا أنك ربنا؛ لأنه لا يعاقب بالنار إلا الله تعالى، فضرب أعناقهم وحرقهم، وجعل يرتجز ويقول:
|
إني إذا رايت أمراً منكراً |
أوقدت ناري ودعوت قنبرا
قال يحيى بن الحسين مصنف كتاب العمدة في عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار: أما الطائفة المفرطة في حبة فهلكت هم النصيرية وهم الذين يعتقدون أنه إله الخلق.
وأما الطائفة الذين بغضوه فهلكوا فهم الذين نصبوا له العداوة، وحاربوه ودفعوه عن مقامه الذي جعله الله له، وجعله له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ومثل ذلك ما روى ابن المغازلي بإسناده إلى علي بن ثابت قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسجد فقال: ((إن الله تعالى أوحى إلى موسى أن ابن مسجداً طاهراً لا يسكنه إلا موسى وهارون وأبناء، وأن الله تعالى أوحى إليَّ أن ابني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلا أنا وعلي وأبنا علي)).
فشبه علي بهارون وشبه ولديه بولدي هارون، وأجاز لهم ولفاطمة عليهم السلام في المسجد ما قدمنا ذكره.
ومثل ذلك حديث البساط، وحمل الريح لعلي عليه السلام وللذين معه على البساط عند قوله: يا ريح احملينا، ووصولهم إلى الكهف ورجوعهم في يوم واحد، وقد تقدم هذا الحديث، كما كان لسليمان بن داود عليه السلام في الريح التي غدوها شهر ورواحها شهر.
وكلمه عليه السلام أصحاب الكهف كما كلم الموتى عيسى بن مريم، والموتى لا تكلم بعد الموت إلا نبياً أو وصي نبي، وقد ثبت أنه عليه السلام ليس بنبي فثبت أنه وصي.