وقوله: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)).

ومثل ذلك ما روينا في حديث الشمس وردها لأمير المؤمنين، كما ردت ليوشع بن نون عليه السلام.

ومثل ذلك نزول جبريل عليه السلام ومناولته لعلي عليه السلام مرة سفرجلة ومرة لوزة ومرة تفاحة.

كل ذلك رويناه فكان ذلك كقصة الرمانة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد تقدمت أحاديث ذلك.

ومثل ذلك إخراجه عليه السلام لعين راحوما حين خرج إلى صفين كما فعل عيسى بن مريم عليهما السلام التي ما استخرجها إلا نبي أو وصي نبي، وهي التي شرب منها سبعون نبياً وسبعون وصياً، وقد قدمنا ذكر ذلك في حديث صفين.

ومثل ذلك ما رويناه عنه عليه السلام: قال دعاني النبي صلى الله عليه وآله وقال: ((إن فيك مثلاً من عيسى أبغضته اليهود حتى اتهموا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليست له)).

وما رويناه عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي: ((يا علي أنت في أمتي كعيسى بن مريم أحبه قوم يعني النصارى فدخلوا النار، وأبغضه قوم هم اليهود فدخلوا النار)).

وفي جواب الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان عليه السلام للشرفاء السليمانيين قال عليه السلام: ومما يدل في علي عليه السلام حيث قال له الرسول صلى الله عليه وآله: ((لولا أن يقال فيك ما قيل في عيسى بن مريم لقلت فيك قولاً يكون حجة لمن تبعك وعذاباً على من خالفك))  فقالوا مشركوا قريش: آلهتنا التي كنا نعبد خير أم هو؟ فأنزل الله[38] تعالى في ذلك آية، قال عز من قائل: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ، وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}.

وروينا عن علي عليه السلام: يهلك في حبي مفرط يفرطني بما ليس في، ومبغض مفرط يحمله شناني على أن يبهتني، ألا وإني لست نبي ولا يوحى إليَّ، ولكنني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه ما استطعت، فما أمركم به من طاعة الله فحق عليكم من طاعتي فيما أحببتم وكرهتم، وما أمرتكم بمعصية الله أنا وعترتي فلا طاعة لأحد في معصية الله إنما الطاعة في المعروف.

وروينا عن عثمان بن المغيرة: قال كنت عند علي فجاء قوم فقالوا: أنت هو؟ فقال: ما أنا، فقالوا: أنت هو؟ قال: ما أنا، قالوا: أنت ربنا، قال: فاستتابهم، فأبو فضرب أعناقهم ودعى بحطب ونار فأحرقهم.

47 / 292
ع
En
A+
A-