وخطبة الفخار والكمال
له على أولئك الرجال
أما أحاديث الأمثال فنريد بذلك تمثيل النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين علي عليه السلام من مثل له به من الأنبياء عليهم السلام فمن ذلك ما رويناه عن موسى بن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((من أراد أنة ينظر إلى موسى في شدة بطشه، وإلى نوح في علمه فلينظر إلى علي بن أبي طالب)).
ومثل ذلك ما روينا عن أبي الحمرا: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ((إن من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب)).
ومثل ذلك كسره عليه السلام للأصنام كما فعله إبراهيم عليه السلام قال تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ} الآية.
وروينا عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: انطلق بي رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أتى الكعبة فقال لي: ((اجلس فجلست إلى جنب الكعبة، فصعد رسول الله على منكبي ثم قال لي: انهض، فنهضت فلما رأى ضعفي تحته قال لي: اجلس فجلست. فقال لي: يا علي اصعد على منكبي فصعدت على منكبه ثم نهض فلما نهض خيل لي أني لو شئت نلت أفق السماء، فصعدت فوق الكعبة وتنحى النبي صلى الله عليه وآله وقال: ائت صنمهم الأكبر صنم قريش، وكان من نحاس موتداً بأوتاد وحديد إلى الأرض، فقال لي: عالجه، وكان يقول إيه إيه جاء الحق وزهق الباطل فلم أزل أعالجه حتى استمسكت منه فقال لي: اقذفه، فقذته فانكسر، ونزوت من فوق الكعبة، فانطلقت أنا والنبي صلى الله عليه وآله نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم)).
ومثله من مناقب ابن المغازلي رفعه إلى أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام في فتح مكة[37]: ((أما ترى هذا الصنم يا علي على الكعبة؟ قال: بلى يا رسول الله ولعله قال: أتحملني أو أحملك. قال: بلى أنا أحملك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا، ولكن قف يا علي فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يديه إلى ساقي علي فوق القربوس ثم اقتلعه من الأرض فرفعه حتى تبين بياض إبطه فقال له:ما ترى يا علي؟ قال: أرى أن الله عز وجل قد شرفني بك حتى لو أردت أمس السماء للمستها ثم قال له: تناول الصنم فناولته فرمى به، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تحت علي وترك رجليه فسقط على الأرض فضحك، فقال له: ما أضحكك يا علي؟ قال سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وكيف يصيبك وإنما حملك محمد وأنزلك جبريل عليه السلام)).
ومثل ذلك مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً لنفسه في فداء رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد تقدمت القصة كما فعل إسماعيل عليه السلام في تسليمه لنفسه إلى أبيه إبراهيم الخليل ليذبحه، فنجا الله تعالى علياً عليه السلام كما نجى إسماعيل عليه السلام.
ومن ذلك فتح أمير المؤمنين عليه السلام للقلاع كما فعل يوشع بن نون عليه السلام.
وقد روينا أولاً قول الرسول صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام: ((أنت هارون ويوشع)).
وقوله صلى الله عليه وآله: ((أنت مني بمنزلة يوشع بن نون)).