وروي أن أبا الأسود كان عند معاوية. فذكر الحكمان فقال: لو كنت مكان أبي موسى ما صنعت ما صنع، فقال له معاوية فما كنت تصنع: قال: كنت أجمع عدة من المهاجرين والأنصار، فانشدكم بالله المهاجرون أحق بالخلافة أم الطلقاء، قال له معاوية: أقسمت عليك بالله لا تذكر هذا ما عشت.
وبلغ القتل في أيام صفين من أصحاب معاوية خمسة وأربعين ألفاً، ومن أصحاب علي خمسة وعشرين ألفاً وهم خمسة وعشرين بدرياً وفيهم عمار بن ياسر رحمه الله، وهاشم بن عتبة، وعبد الله بن بديل بن ورقاء، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين في آخرين رحمة الله عليهم أجمعين.
والمروي أن عسكر أمير المؤمنين في صفين كانوا تسعين ألفاً، وكان عسكر معاوية مائة وعشرين ألفاً، وأقام أمير المؤمنين عليه السلام بصفين ومعاوية مائة يوم[31] وعشرة أيام.
وكانت الوقائع بصفين تسعين وقعة حتى أمضى الأمر إلى التحكيم بما كان بعدما تقدم ذكره من أمر التحكيم من الخوارج وقتالهم بعد أن أنكروا التحكيم الذي كان، وقالو لعلي: قد كفرت وكفرنا، وطلبوا من علي عليه السلام التوبة، فقال علي عليه السلام: توبوا فلم تكفروا، وارجعوا إلى حرب عدوكم، فقالوا: لا حتى تقر على نفسك، فقال: ويحكم أنتم فعلتم بأنفسكم وتركتم أمري، فلم يلتفتوا إلى قوله عليه السلام.
|
وفي حديث المارقين للورى |
حديث صدق ظاهر كما ترى
هيهات كم بين الثريا والثرى
كواهم أخو الرسول كية
إذ تبعوا شيطانهم وغيه
بالنهروين أهل ذي الثريه
فما استطاعوا صرفه وليه