أبو حسين فاعلمن والحسن

 ترضى بى السادات من أهل اليمن

 

وحمل علي على عمرو فأسقطه عن فرسه، فرفع عمرو رجله وأبدى عورته، فأعرض عنه أمير المؤمنين وولى عمرو هارباً قد تغير وجهه، ورجع هو ومعاوية يضحك فقال: مم تضحك؟ قال: منك ومن علي، فقال عمرو: والله لقد وجدته هاشمياً ملياً بالنزال[26] لا ينظر إلى عورات الرجال، وقال له: أحمد الله يا عمرو وعورتك، فقال: يا معاوية أما والله لو بدا له لأوجع فذالك، وأيتم عيالك، وأنهب مالك، وخرج بسر بن أرطأة في تلك الأيام إلى علي وهو لا يعرفه، فلما بصر به عرفه، وحمل عليه علي عليه السلام فسقط بسر عن فرسه كما فعله عمرو بن العاص ورفع رجليه، وكشف عورته، فصرف علي عليه السلام وجهه، ووثب بسر هارباً فضحك معاوية من بسر، وقال: لا عليك فقد نزل بعمرو مثل ما نزل بك، وصاح فتى من أهل الكوفة: ويلكم يا أهل الشام أما تستحون، لقد علمكم عمرو بن العاص في الحروب كشف الأستاه ثم أنشأ يقول:

أفي كل يوم فارس ذو كريهة
يكف لها عنه علي سنانه
بدت أمس من عمرو فقنع رأسه

 

له عورة وسط العجاجة باديه
ويضحك عنه في الخلا معاوية
وعورة بسر مثلها حذو حاذيه

فقولا لعمرو وابن أرطأة ابصرا
فلا تحمدا إلا الحيا وخصاكما
فلولا هما لم تنجوا من سنانه

 

سبيلكما لا تلقيا الليث ثانيه
هما مما كانتا والله للنفس واقيه
وتلك بما فيه عن العود ناهيه

36 / 292
ع
En
A+
A-