قف لي قليلاً يا حمير فإنني
عثمان ويحك قد مضى لسبيله

 

مولى التقى الصادق الإيمان
فاثبت لحد مهند وسنان

فحمل عليه أحمر فقتله. فقال: علي قتلني الله إن لم أقتلك، وحمل عليه فاستقبله أحمر، وهو لا يعرفه فمد علي يده إليه وقبض على ثوبه فضرب به الأرض فكسر منكبه وأضلاعه، ثم جال في ميدان الحرب وهو يقول:

لهف نفسي وقليل ما أسر
لم أرد في الدهر يوماً حربهم

 

ما أصاب الناس من خير وشر
 وهم الساعون في الحرب السمر

وخرج الأشتر وطلب البراز فخرج إليه عبد الله بن عمرو ولم يعرفه فلما عرفه استعفاه ورجع فلامه معاوية، وقال: هلا خرجت إليه فقال: إنه رجع وقد خرجت إلى سعيد بن قيس وهو مثله، والله لا أخرجن إلى صاحبه علي، وهما في هذا إذ بعلي قد برز على فرس رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا معاوية إلى متى تراق الدماء، أبرز إليَّ والأمر لمن غلب، فسكت معاوية، فقال ابن عمرو: وهذا ما كنا فيه فأبرز فلم يجب. فقال ابن عمرو أبياتاً منها:

دعاك إلى البراز فلم تجبه

 

34 / 292
ع
En
A+
A-