وروينا عن سعيد بن جبير قال: كان مع علي بصفين ثمانمائة من الأنصار وتسعمائة ممن بايع تحت الشجرة.
وروينا عن الحكم بن عتبة قال: شهد مع علي يوم صفين ثمانون بدرياً، وكان معه سيد التابعين أويس القرني.
|
واذكر حديث صاحب البساله |
دلاه عمر فابتغى قتاله
كليث غاب يحتمي أشباله
وكم وكم أيام صفين قتل
يعضو إلى الحرب العوان بالأسل
من فارس تحت العجاجات بطل
غادرة ثم صريعاً لا يسل
أما قصة حريث فما رويناه عن السيد أبي طالب عليه السلام بإسناده رفعه إلى الحسن بن عبد الرحمن الريعي، قال: كان لمعاوية مولى يقال له حريث، وكان من أشجع الناس وأشبههم بمعاوية، وكان إذا حمل أيام صفين قال الناس: حمل معاوية، وكان لا يقوم له قائم، وكان معاوية مسرور بموضعه، فقال له يوماً: يا حريث بارز من بارزك، وقاتل كل من قاتلك إلا علياً فإنه لا طاقة لك به، فحسد عمرو بن العاص حريثاً لما يظهر من نجدته وبسالته، فقال له: يا حريث إن معاوية نفس عليك بقتل علي؛ لأنك عبد، ولو كنت عربياً وذا شرفٍ لرضيك لهذا الأمر والمنزلة، فإن قتلت علياً انصرفت براية الفخر، وعلى ذروة الشرف، فعمل في حريث قول عمرو فلما برز علي عليه السلام أحجم الناس عنه، فتقدم إليه حريث، فضرب علي ضربة لم تؤثر فيه، وضربه علي عليه السلام فقتله، فاتصل الخبر بمعاوية فقلق وجزع وقال: من أين أتاني حريث وقد كنت حذرته علياً ومنعته من قتاله، فقيل إن عمرو أشار عليه بذلك، فأنشأ معاوية يقول: صدق الملحون......
|
حريث ألم تعلم وعلمك ضائع |