والأمر لله تعالى كله
وهم مكان فضله وأهله
وقد أتى الحديث في عمار
في الفئة الباغية الأشرار
وقتله بغياً عن المختار
يا ويلهم من دركات النار
وكان في العين الذي قد كانا
وهي من الفضل الذي استبانا
أخرجهم سيدهم عيانا
في أمره فاستمع البيانا
القاسطون هم معاوية وأحزابه عليهم لعنة الله، وقد تقدم حديث النبي صلى الله عليه وآله في قوله لعلي عليه السلام: ((إنك تقاتل الناكثين والقاسطين)) يريد بالقاسطين معاوية وأصحابه.
روينا عن علقمة والأسود قالا أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا: يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنبيه عليه السلام، إذ أوحى إلى راحلته فبركت على باب دارك، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله ضيفاً لك، فضيلة من الله تعالى فضلك بها، أخبرنا بمخرجك مع علي تقاتل أهل لا إله إلا الله؟
فقال أبو أيوب: فإني أقسم لكما بالله تعالى لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله معي في هذا البيت الذي أنتما معي فيه، وما معي في البيت غير رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي جالس عن يمينه وأنا جالس عن يساره، وأنس قائم بين يديه، إذ حرك الباب فقال رسول الله: ((يا أنس انظر من بالباب فخرج أنس فنظر فقال: يا رسول الله هذا عمار بن ياسر. فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله: افتح لعمار الطيب المطيب، ففتح أنس الباب، ودخل عمار فسلم على رسول الله[23] فرحب به ثم قال لعمار: إنه سيكون في أمتي من بعدي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم، وحتى يقتل بعضهم بعضاً، وحتى يتبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني -يعني علي بن أبي طالب- فإن سلك الناس كلهم وادياً وسلك علي وادياً فاسلك وادي علي، وخل عن الناس يا عمار إن علياً لا يردك عن هدى ولا يدلك على ردى، يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله)).