لأنه من هربٍ قد أمنه
والحملات والقروح المثخنة

وكان فوق البغل يلقى القرنا
إذ لم يكن عن العدو يثنى

 

فكم وكم قرن عليه أقنى
بل يستتم ضربه والطعنا

أما قولنا فيه عليه السلام: لم يصل ظهر جوشنه، فلما علم من حاله أنه كان لا[22] يكون على ظهره جوشنة حديد فسئل عن ذلك فقال: إنما يحتاج إليه من يهرب من عدوه ليحفظ ظهره، وأنا لا أهرب، وهو كما قال عليه السلام إذ لم يعرف بفرار قط، بل هو القائل لا أبالي وقعت على الموت أو وقع الموت علي.

وأما ما ذكرناه من البغل وركوبه فهو ما اشتهر عنه أنه كان حيناً يقاتل على البغل، ولقد قيل له لم لا تقاتل على الفرس؟ فقال: إن الفرس يحتاج إليه من يهرب من العدو، أو يهرب العدو منه فيلحقه، وأنا لا أهرب ولا أترك العدو يهرب، فالبغل والفرس سواء، ومثل ذلك ما رويناه عن علي بن مهدي قال: روي أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام: قيل له إنك يا أمير المؤمنين رجل مطلوب فلو ركبت الخيل في الحرب. فقال: إني لا أفر عمن كروا، ولا أكر على من فروا، البغلة ترجيني وهذا إنما يكون في قتال أهل البغي.

وهذه المواقف تدل على كونه عليه السلام على الحق، والقوم على الباطل، ولم يزل كذلك عليه السلام، ويدل على توبتهم، وعلى أنهم الناكثون الذين أخبر بهم الرسول عليه السلام،...... من الشجاعة ورباط الجأش، والتأييد من الله ما هو به خليق، وهي من جملة مقاماته المشهورة، التي ليس للقوم مثلها سلام الله عليه ورضوانه.

وقد روى الإمام المنصور عليه السلام أن القتلى في حرب الجمل ثلاثون ألفاً.

ثم حديث القاسطين مثله
 فالفضل في آل الرسول فضله

 

29 / 292
ع
En
A+
A-