لله أجمل في الدنيا وفي الدين
أنى يقوم بها خلق من الطين
ويروى أنه أنشد:
|
ندمت ندامة الكسعي لما |
رأت عيناه ما صنعت يداه
فعرض له ابنه عبد الله فقال: مالك؟ قال: ذكرني علياً حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لتقاتلنه وأنت له ظالم، فلا أقاتله، وذهب حتى نزل بوادي السباع فقتله بن جرموز، وأتى برأسه علياً فقال عليه السلام: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ((بشروا قاتل ابن صفية بالنار)).
فأما عائشة فقد رويت توبتها كما قدمنا.
وروى عنها بعد التوبة في أمير المؤمنين وأسباطه ما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى، ولا شك أنها قد اقتحمت أمراً عظيماً كما قال أبو الحسن أحمد بن موسى الطبري قال: قلت لرجل نجدي عندما قال لي: تول عائشة فقلت: أوالي من حاربته عائشة. ثم قلت له: أراك تلح عليَّ في عائشة ولم تذكر حفصة والله سبحانه وتعالى ذكرها بقوله: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} إلا أني أظن أنك تفضلها لقول الله تعالى: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً} عندما حاربت علياً، وسنت لأمة محمد قتل أولاد النبي والوصي إلى آخر أيام الدنيا؛ لأنها أول من حارب علياً والحسن والحسين صلوات الله عليهم، ومن معهم من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، ولولا هي لم تقدم حرب هؤلاء أحد؛ لأن الزبير ذهب منهم، وطلحة قتل أول النهار غير أن حفصة تغلبها لقول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} والله عز وجل لم يجز شهادة ألف امرأة في درهم واحد إلا برجل معها فكيف يقلدها تبليغ الكتاب والسنة إلى خلقه.
|
وهو الذي لم يصل ظهر جوشنه |