وروينا منه أيضاً أخبرنا أبو العباس، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: سمعت أم هاني وهي تقول: قد علم من جرت عليه المواشي أن أصحاب الجمل ملعونون على لسان النبي الأمي وقد خاب من افترى.
وروينا منه أيضاً أخبرنا عيسى بن محمد العلوي، عن نصر بن مزاحم، عن علي عليه السلام قال: لقد علمت صاحبة الجمل أن أصحاب الجمل وأصحاب النهروان ملعونون على لسان النبي الأمي، تمت رواية كتاب المصابيح.
وروى أبو الحسن أحمد بن موسى الطبري أنه قال رجل ثقفي لأمير المؤمنين صلوات الله عليه يوم الجمل: ما أعظم هذه الفتنة. فقال علي عليه السلام: وأي فتنة هذه وأنا قائدها وأميرها، وإنما بدؤا الفتنة من يوم السقيفة، ثم يوم الشورى، ثم يوم الدار، ولقد صدق عليه السلام، فإن ذلك ليس بفتنة بل كان حرب الجمل وصفين والنهروان جهاد أكبر الحرب كحرب بدر وحنين وأحد، إذ المتولي لجميعها واحد بأمر الله تعالى على لسان النبي صلى الله عليه وآله، وإنما الفتنة خروج القوم على أمير المؤمنين أخا رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه، مع امرأه كان فرضها لزوم بيتها وستر عورتها هنالك، كما قال أمير المؤمنين حيث عتب على عائشة يوم الجمل، فقالت: خل الأمر عن العتاب، فقال عليه السلام: صدقت إنما يعتب على المرأة إذا رفعت صوتها، أو أبدت وجهها إلى غير محرم، وأما امرأة تسير مسيرة شهر بالجنود والعساكر في سفك دماء المسلمين إلى ديارهم فقد قصر العتب عن هذه، ولما اجتمعوا إلى البصرة وتواعدوا للقتال دعا علي طلحة وقال له: أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه))[21]؟
قال: نعم.
قال: فلم تقاتلني؟
قال: لم أذكر. فانصرف طلحة.
وروي أن طلحة لما رمي قال بعدما أفاق من غشيته: ما رأيت مصرع قرشي أضل من مصرعي وتاب.
وروى أنه عليه السلام قال للزبير: أنشدك الله أتذكر يوم مر بك رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن في مكان كذا فقال: ((يا زبير أتحب علياً))؟ فقلت: ألا أحب ابن خالي وابن عمي وعلى ديني. فقال: ((يا زبير أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم)) قال الزبير: بلى والله لقد نسيت منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ثم تذكرته الآن، ووالله لا أقاتلك. فرجع الزبير يشق الصفوف. وروى أنه ينشد:
|
ترك الأمور التي تخشى عواقبها |