فأما طلحة والزبير فإنهما بايعا علياً عليه السلام، ثم خرجا إلى مكة وبها عائشة واتفقت آراؤهم على الخروج إلى البصرة، ومخالفة علي والمطالبة بدم عثمان، فاستدعوا أم سلمة رحمها الله فأتت، وكان من حديث ما ..........ما هو معروف، واجتمع مع عائشة وأصحابها بالبصرة من الجنود ما لا يحصيه إلا الله كثرة، كما ذكره الرواة.
وروينا من كتاب المصابيح للسيد أبي العباس رحمه الله قوله: أخبرنا الرواة عن أبي جعفر، عن أبيه عليهما السلام: أن عائشة كتبت إلى زيد بن صوحان، بسم الله الرحمن الرحيم. من عائشة بنت أبي يكر أم المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه وآله إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان، أما بعد: فإذا جاءك كتابي هذا فأقم في بيتك، وخذل الناس عن علي عليه السلام حتى يأتيك أمري، وليبلغني عنك ما أسر به، فإنك من أوثق أهل بيتي عندي والسلام. فلما قرأ كتابها[20] قال: أمرت بأمرٍ وأمرنا بغيره، أمرت أن تجلس في بيتها وأن تقر فيه، وأمرنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة فركبت ما أمرنا، وتأمرنا أن نركب ما أمرت به.
وروينا منه أيضاً أخبره أبو العباس بإسناد الرواة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} قال: كان يقول جاهلية أخرى.
وروينا منه أيضاً قال: وحدثنا الرواة عن بن مسعود قال: قلت يا رسول الله من يغسلك إذا مت؟ قال: ((يغسل كل نبي وصيه)).
قال: قلت: يا رسول الله ومن وصيك؟ قال: ((علي بن أبي طالب)).
قلت: يا رسول الله كم يعيش بعدك؟
قال: ((ثلاثين سنة، وإن يوشع بن نون عاش بعد موسى ثلاثين سنة)).
وخرجت عليه صفرا بنت شعيب زوجة موسى. فقالت: أنا أحق بالأمر منك. فقاتلها وقاتل مقاتليها، وأسرها وأحسن أسرها، وإن ابنة أبي بكر ستخرج على علي عليه السلام في كذا وكذا ألفاً من أمتي فيقاتل مقاتليها، ويأسرها فيحسن أسرها)).
وفيها وفي صفرا أنزل: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}[الأحزاب:33] يعني صفرا في خرزجها على يوشع بن نون.
وروينا منه أيضاً عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لنسائه: ((ليت شعري أيتكنَّ صاحبة الجمل الأذنب، تخرج حتى تنبحها كلاب الجؤب، يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلاً كثيراً في النار من الناس)).