إن لنا سواك أمهات

في مسجد النبي ثاويات

 

ولما عرقب الجمل ووقع، دنا أمير المؤمنين على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله فقرع الهودج برمحه. وقال: يا عائشة أهكذا أمرك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقالت عائشة: قد ظفرت فانبجح، فقال لمحمد بن أبي بكر: شأنك بأختك فأدخلها البصرة ثم ردها إلى المدينة.

وروينا أن علياً عليه السلام قال لها: إن لم تنصرفي قلت الكلمة[19] التي تعرفينها، فقالت: سمعاً وطاعة فانصرفت، وتلك الكلمة هي أن النبي صلى الله عليه وآله جعل إلى علي عليه السلام طلاقها إن لم تكن على السداد.

وروينا من صحيح البخاري رفعه إلى نافع بن عبد الله قال: قام النبي صلى الله عليه وآله خطيباً فأشار  نحو مسكن عائشة فقال: ((هاهنا الفتنة ثلاثاً من حيث يطلع قرن الشيطان)).

وقد وردت توبتها بعد ذلك. روى عمرو بن الزبير عن عائشة أنها قالت: ليتني مت قبل الذي كان من شأن عثمان.

وروى هشام بن عروة عن أبيه قال: ما ذكرت عائشة مسيرها قط إلا بكت حتى تبل خمارها وتقول: يا ليتني مت قبيل هذا وكنت نسياً منسيا.

وعن جعفر بن محمد عليه السلام قال: دخل على عائشة نسوة عراقيات فقلن لها يا أم المؤمنين: أخبرينا عن خروجك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله وسلم وقتالك إياه، أكان على ضلالة فاستحللت قتاله، أو كان على حق فبغيت عليه؟

قالت: يا عراقيات لقد سألتنَّ عن الداهية الدهيا، والمعظلة العظمى، وأغلظتنَّ في المسألة، إن علياً لم يزل لله نصوراً، داعياً لأمته، محامياً عن الإسلام أولاً وآخراً، لم يكن بالغافل في حق الله تعالى، ولا بالجاهل بأمر الله، غذي بالعلم صغيراً، ونشأ على الطهارة منذ كان طفلاً إلى أن صار كهلاً .........، ربيب الرسالة وقريع الوحي، يسمعه صباحاً ومساءً، يعيه بأذن واعية، وهو حجته على خلقه، والباب بينه وبينهم، وما عسيت أن أقول في أبي الحسن والحسين أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، اشتبك لحمه ولحم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اشتباك الأصابع، واختلطلت لحومها ودماؤها، فكانا كنفس واحدة أودعت جسمين، أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وأبو تفاحتيه، وزوج فاطمة الزهراء، أفرغت من ماء الجنة في صلب رسول الله صلى الله عليه وآله في أطيب رحم، ولقحت في أكرم ملقح، وإن لعلي بن أبي طالب فضلاً يا عراقيات لولا .......إلا حدوثه لطردتكن، ثم قالت: انصرفنَّ غفر الله لي ولكنَّ.

25 / 292
ع
En
A+
A-