قلت: فما منعهم من دفنه يابن رسول الله؟

فقال: لو أنهم أرداوا دفنه لم يروا قتله، فأقام ثلاثة أيام على المزبلة، فكان الصبيالن يمشون على بطنه ويقولون:

أبا عمرو أبا عمروا رماك الله بالجمر

 

ولقاك من النار مكاناً ضيق القعر

 فما تصنع بالمال إذا حدرت في القبر

 

 ثم انطلق المسلمون من المهاجرين والأنصار فتشاوروا فبايعوا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه طائعين غير مكرهين، راضين غير ساخطين، عملهم من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، حتى نكث بيعته رجال من المهاجرين، من غير حدث نقموا منه غير العدل في القضية، والقسم بالسوية، وذلك أن طلحة والزبير أتيا ومعهما موليان لهما، وحضر العطا فأعطاهما علي بن أبي طالب، وأعطى الموليين كما أعطى السيدين، فغضب طلحة والزبير فنكثا البيعة، وأنشب الحرب له، فجد في قتالهما حتى نصره الله، فقتلا ناكثين، أما طلحة فرماه مروان بن الحكم بسهم أصابه عند أصل الساق فنزف الدم[128] الدم حتى مات، وفي ذلك يقول مروان بن الحكم:

شفيت غليلاً كان في الصدر كالشجى

 

124 / 292
ع
En
A+
A-