ذي النفثات العلوي الهادي

ومن أيام يزيد بن معاوية إلى وفاة عمر بن عبد العزيز عاصرهم زين العابدين سلام الله عليه، وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ ليقم سيد العابدين)) ويستم السجاد لكثرة سجوده، وتسمى زين العابدين لكثرة عبادته، كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وقيل: في الليلة الواحدة، ويسمى ذو الثفنات، لعظيم عبادته، حتى صارت مساجده كالثنفات، وقطع عليه عليه السلام من مساجده سبعين قطعة من أثر العباده، فلما مات  قبرت معه، وله في الفضل والشرف ما اعترف به الموالف والمخالف، وهو القائل عليه السلام فيما نحن بصدده في موشحته القافية: فمن الأمان به على بلاغ الحجة، وتأويل الكتاب إلى أهل الكتاب، وأبناء أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، الذين احتج الله بهم على خلقه، ولم يدع الخلق سدى، هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا فرع الشجرة المباركة، وبقايا الصفوة الذين طهرهم الله تعالى من الرجس، وبرأهم من الآفات، هم العروة الوثقى، وهم معدن التقى، وخير حبال العالمين، وتبعها وقام بالأمر من بعد عمر بن عبد العزيز يزيد بن عبد الملك بويع له يوم الجمعة، لخمس بقين من رجب إحدى ومائة، وكان شديد الكبر، صاحب لذات ولهو، وكان له جاريتان حبابة وسلامة، وكان مشغوفاً بهما، وماتت حبابة فنبشها بعد الدفن، ولم يدفنها حتى لامه كبار أهله، بعد أن تغير ريحها، ومات بعدها بيسير أسفاً عليها:

أم كان فيهم كالولي بن الولي

 

 

إمام أهل الحق زيد بن علي

أم كان فيهم كأخيه الأفضل

 

 

محمد باقر علم المرسل

116 / 292
ع
En
A+
A-