إجماع آل الحسين والحسن

هو الإمام الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عقدت له البيعة في أيام عبد الملك، وأيام ولده الوليد بن عبد الملك، وسمي عليه السلام الرضى، وأجمع عليه آل الحسن وآل الحسين عليهم السلام، وبايعه علماء عصره، نحو عبد الرحمن بن أبي ليلى، والحسن بن أبي الحسن البصري، وأبي البحتري الطائي، والشعبي، وأبي وائل شقيق، ومحمد بن سيرين، وعاصم بن ضمرة السلولي، وغيرهم، ثم مات الوليد بن عبد الملك لعنه الله.

وروينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((ويل لبني أمية، ويل لبني أمية، ويل لبني أمية)).

وعن ابن مسعود: لكل شيء آفة، وآفة الدين بنو أمية.

وعن الشعبي: كان خطباء بنو أمية يسبون علياً فكأنهم يرفعونه إلى السماء، ويمدحون أسلافهم فكأنهم يكشفون عن جيفة، وقام بالأمر بعد الوليد أخوه سليمان بن عبد الملك، بويع له يوم السبت للنصف من جمادى الآخرة[116] سنت ست وتسعين، وكان يأكل فلا يكاد يشبع، وكان يأكل في اليوم نحو من مائة رطل، ومات تخمة فهو شهيد بطنه إلى لعنة الله، وكان قد عقد الأمر لعمر بن عبد العزيز بغير علم عمر، بل كتب العهد مختوماً، وحلف الناس عليه، ثم فضه فإذا فيه ذكر عمر، فبويع له سنة تسع وتسعين، ولما ولي عمر بن عبد العزيز تنكب أعمال أهل بيته، وسماها مظالم، ولم ينزل في شيء من قصورها التي بنوها بأموال الله، ونزل البرية، ورد مظالم بني أمية إلى أربابها، ووصل أهل بيت النبي عليه السلام بعشرة آلاف مثقال أنفذها إليهم إلى المدينة، وزاد لفاطمة بنت الحسين شيئاً لما كتبت إليه جزاك الله من والٍ خيراً، فلقد أشبعت بطوناً من أهل بيت النبي جائعة، وكسوت ظهوراً عارية، وأخدمه من كان لا يقدر على خدمة نفسه، ورد عمر بن عبد العزبز ظلامة فدك على أولاد فاطمة عليها السلام، بلا احتلاف بين أهل العلم في ذلك، وقطع لعن علي عليه السلام على المنابر، وكان يقسم الأموال التي جمعها من تقدمه، وهو يصيح هلم إلى أموال الخونة، هلم إلى أموال الظلمة، وكان معترفاً بفضل أهل البيت عليهم السلام، وبهذه النكتة ترجى سلامته، ثم توفى عمر بن عبد العزيز.

أم هل لهم كالرجل السجاد

 

زين مطيعي الله والعباد

ابن الحسين سيد الأوتاد

 

115 / 292
ع
En
A+
A-