وروي عن حاجب عبيد الله بن زياد قال: دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين فاضطرم وجهه ناراً، فقال: هكذا بكمه على وجهه، فقال: هل رأيت؟ قلات: نعم، فأمرني أن أكتم، وأخذ سراويل الحسين يحيى بن كعب فكأنما يداه يقطران دماً إذا أشتى وإذا صاف، يبستا وعادتا كأنهما عود يابس، وأخذ..............مالك بن بشير الكندي فلم يزل محتاجاً حتى مات، وأخذ عمامته جابر بن يزيد الأودي فاعتم بها فصار مجذوماً، وأخذ درعه مالك بن بشر الكندي فلبسها فصار معتوهاً.
وعن ابن قتيبة: أنتهب الناس ورساً من عسكر الحسين عليه السلام يوم قتل، فما طلت به امرأة إلا برصت، وكذلك رواه..............، وكان قتل الحسين بن علي عليه السلام في يوم عاشورا، وهو يوم الجمعة من المحرم لسنة إحدى وستين، وهو ابن ست وخمسين، وقد كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول في الحسن والحسين عليهم سلام الله جميعاً: هم ولدا رسول الله، ويقول لولده محمد: ولدي وليس على وجه الأرض ولد أحدٍ لأبوين هما اعز على الله على وجه الأرض سوى الحسن والحسين عليهما السلام، أبوهما رسول الله سيد الأولين والآخرين صلوات الله عليه وعلى آله، وأمير المؤمنين[115] وإمام المتقين، وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام، وكان ولده محمد بن الحنفية أشجع أهل زمانه، وقد روي أنه نحله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اسمه، وكناه أبا القاسم.
وروينا من كتاب السفينة عن علي عليه السلام قال: قلت يا رسول، إن ولد لي ابن أسميه باسمك واكنيه بكنيتك، قال: نعم، ومنه أيضاً روي عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن ولد لك ولد فسمه باسمي وكنه بكنيتي، وهي لك خاصة دون الناس)) وبلغ من العلم والفضل الغاية القصوى، وروى عن أبيه عليهما السلام الآداب والحكم، وكان وصي الحسين لما خرج إلى كربلاء، وكان الحسين وصي الحسن، وكان الحسن وصي أبيه أمير المؤمنين، وكان أبوه وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين، كما تقدم بيان ذلك.
ولما توفي يزيد لعنه الله بويه بعده لولده معاوية بن يزيد بن معاوية سنة أربع وستين، وكان له مذهب جميل في أهل البيت، وهو الذي سب أباه وجده على المنبر، فاعترف بحق أهل البيت عليهم السلام وتوفي، وقام بالأمر بعد مروان بن الحكم طريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وروينا عن علي بن الحسين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مروان: ((لعن الله الوزغة بن الوزغة، وأولاده إلى يوم القيامة)) فبويع في رجب سنة أربع وستين، ثم مات إلى لعنة الله، وقام بالأمر بعد عبد الملك بن مروان سنة خمس وستين، وهو الذي جهز بالجنود إلى حرم الله تعالى وحرم رسوله صلى الله عليه وآله، ورمى الكعبة بالمنجنيق، وأمر بهدمها وردها على أساس الجاهلية، وولى الحجاج بن يوسف على ما بقي من المهاجرين والأنصار، يحكم فيهم برأيه،ختم على أعناق كثير منهم، وكانت فتلى الحجاج في أيامه صبراً مائة ألف وعشرين ألفاً، وتوفي في سجنه خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف امرأة، ثم مات عبد الملك إلى لعنة الله، وقام بعده بالأمر ولده الوليد بن عبد الملك، للنصف من شوال سنة ست وثمانين، وكان لا يرى للدين حرمة:
|
أم لهم كالحسن بن الحسن |
بن علي السيد المؤتمن
إمام حق أوحد في الزمن