قال عمر: وهل مع علي وشبليه من حجة.
فقال عثمان بن عفان: هم بنو عبد مناف يسمنون والناس عجاف، ولقد رأيتهم في المواقف ظن المكروهات، حيث تزهق أنفس الناس[114] يكبون إلى الموت سراعاً.
قال عمر: كأنه سرك ما كان؟
قال عثمان: كأنك تنكر ما أقول؟
فقال: عبد الرحمن: أشربتما قلبي الفتنة، لا تقعن بينكم كلمة فانصرفا.
وعن الربيع بن المنذر الثوري، عن أبيه قال: سمعت الحسين بن علي عليه السلام يقول: إن أبا بكر وعمر عمدا إلى هذا الأمر وهو لنا كله، فجعلا لنا فيه سهم الجدة، والله لتهمهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا، وقد قال الحسين بن علي عليه السلام في بعض رسائله إلى أهل البصرة: أما بعد، فإن الله قد ابتعث محمداً بالحق، واصطفاه على جميع الخلق، فكنا أهله وأولياؤه وذريته، وأحق الناس في الناس بمقامه، إلى آخر ما ذكره في قصة المشايخ واستيثارهم بالأمر.
فتأمل أيها الطالب للرشاد، كلام أهل الكساء عليهم السلام في القوم، وألفاظ أهل العصمة ففيها لك كفاية، وكان الحسين بن علي عليه السلام يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سرته إلى قدميه.
وروي أنه كان شديد البياض حتى كأنه يهتدى به إلى موضعه في الليل المدلهم، لشدة بياض وجهه ونحره، وكان من قتله عليه السلام ما هو مشهور، قتله سنان بن أنس النخعي، وقيل: لا بل قتله شمر بن ذي الجوشن، وأجهز عليه خولي بن زياد الأصبحي من حمير، وحز رأسه، ودفن جسده بكربلاء ورأسه في الشام، وعليهما مشهدان مشهوران مزوران، وترك بنو أمية رأسه عليه السلام فيخزائنهم، فأقام فيها إلى أيام سليمان بن عبد الملك، فأمر بإخراجه وتكفينه وتعظيمه، وكان قتله عليه السلام بالطق، والمتولي لحربه هنالك عمرو بن سعد بن أبي وقاص من عبيد الله بن زياد لعن الله قاتله وخاذله، والمعين عليه.
وروى السيد أبو الحسين يحيى بن الحسن بإسناده عن خالد بن يزيد عن أم سليم خالة له قالت: لما قتل الحسين بن علي مطرت السماء مطراً كالدم على البيوت والحيطان، فبلغني أنه كان بالبصرة والكوفة وبالشام وخراسان حتى كنا لا نشك أنه سينزل الهذال.
وروي أيضاً عن عمرو بن زياد قال: أصبحت جبايتنا يوم قتل الحسين بن علي ملأنه دم.