فنقول على ضرب من الاختصار في شرح تعدادهم، وما يتعلق بذلك مما نحن بصدده وبالله التوفيق: المعارض لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام تعدٍ يقضي أيام من منعه حقه، واغتصبه من ميراثه، وحال بينه وبين انتصابه، حيث نصبه الله تعالى لأمة محمد، ورسوله عليه السلام لا من أبي بكر وعمر وعثمان، والمناصب له إلى أن توفي رضوان الله عليه وسلامه ......معاوية بن أبي سفيان لعنه الله لعناً وبيلاً وهو من بني أمية.

روى الإمام الحاكم رحمه الله بإسناده في الشجرة الملعونة في القرآن أنهم بنو أمية.

وروى الإمام المنصور بالله عليه السلام مسنداً في قول الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} أنها في بني أمية وبني العباس.

قال عليه السلام: وكل آية في كفار قريش رأسها بني أمية في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((شر قبائل العرب بنو أمية، وبنو ثقيف، وبنو حنيفة)).

وقال: ((إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثون رجلاً اتخذوا مال الله دولاً، وعيال الله خولاً، ودين الله دخلاً)) ولقد لعنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما رآه يقود بأبيه أبي سفيان بن حرب وأخوه يسوق: ((لعن القائد والراكب والسائق)) وقال: ((إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه)).

وقيل للمغيرة بن شعبة: إنك كنت من هذا الرجل بمكان-يعني معاوية- فلِمَ تركته؟

قال: إن هذا الرجل أخبث عباد الله، كنت أسايره وأحدثه حتى انبسط إليَّ، فقلت وذكرت بني هاشم أعف عنهم وتابعهم وارفق بهم، فإنما نلتم ما نلتم بقرابتكم منهم، فقال: اسكت لا تقل شيئاً، توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصار هذا الأمر في أبي بكر، فلما مات انقطع ذكره وذكر قومه، فلما توفي صار الأمر إلى عمر فانقطع ذكره وذكر قومه، وأن جماعة هؤلاء بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينادي بهم في كل يوم وليلة خمس مرات، فليس لهم الآن يكرفوا بالتراب، وقام الإمام السبط الحسن بن علي عليه السلام بعد أبيه صلوات الله عليه، وكان عليه السلام أبيض اللون، حسن الوجه على رتة في لسانه.

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((أتته من قبل جده موسى)) وكان عليه السلام يقول: ((إن الحسن والحسين اقتسما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فالحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما بين مفرق صدره إلى نحره، والحسين أسفل من ذلك، ونحل الحسن رسول الله صلى الله عليه وآله المهابة والحيا)).

وكان قيامه بالأمر عليه السلام يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربعين وعارضه معاوية اللعين، وجرا بينهما الصلح بسبب خذلان أصحاب الحسن عليه السلام، وقد كان بايع الحسن عليه السلام من أصحاب أبيه عليه السلام مائة ألف، فأرسل إليهم معاوية بالكتب فلم يزل يعمل فيهم، حتى دخلوا على الحسن فطعنوا بطنه بخنجر، ونهبوا داره وعزموا على قتل أخيه، وأهل[110] بيته، فلما وصل الخبر إلى معاوية أرسل إليه يسأله الصلح والموادعة، والرجوع إلى المدينة، وعلى أن يلزم منزلة كما لزم أبوه في عصر أبي بكر وعمر وعثمان، فأجابه الحسن إلى ما سأل، وشرط عليه كما شرط أبوه على أبو بكر، وأنه يحكم في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بكتاب الله وسنة محمد، وعلى أن يدفع الخمس الذي أوجب الله لبني هاشم إليه كما كان أولئك يدفعون إلى أبيه، فاتفقا على ذلك، رواه أحمد بن موسى الطبري.

وروينا عن عمارة بن ربيعة قال: قال الحسين للحسن: أجاد أنت فيما أرى من موادعة معاوية؟

109 / 292
ع
En
A+
A-